الجمعة، 15 يونيو 2012

مراجعة ليلة الإمتحان: للمقاطعين و المبطلين



هذه النقاط موجهة بالأساس للأخوة المقاطعين و المبطلين بإختلاف أسبابهم:
إذا كنت قد شاركت في الجولة الأولى و ستبطل صوتك الآن لأنك ترى أنه من العبث أن تشارك في مهزلة أو مسرحية  فأود أن أذكرك أن هذا القرار متأخر جداً..مشاركة أحمد شفيق من البداية هى مهزلة في حد ذاتها...و وصوله إلى كرسي الرئاسة سيكون إكمالاً لهذه المهزلة. و مقاطعتك لن تمنع هذه المهزلة من الحدوث..لكن مشاركتك ربما تمنعها.
إذا كنت ترى أن فوز شفيق هو أمر محسوم و تحصيل حاصل لأن الإنتخابات لابد ستزور فاعلم أن حتى التزوير له حدود, إذا كان فارق الأصوات بين الطرفين كبيراً لن يستطيعوا أن يزوروا لشفيق. و إذا فعلوها و زوروا رغم كل شىء فساعتها سيكون الأمر مفضوحاً و ذريعة لقلب الطاولة عليهم
إذا كنت ما زلت ترى أن المشاركة غباء لن العسكر لن يقوموا بكل ما قاموا به لتمرير شفيق ثم ينتظرون هل سينجح أم لا في النهاية فاعلموا أن من يظن أنه ليس للعسكر خطة بديلة في حال فشل مخططهم لأى سبب فهو واهم,  و يكفي ما حدث بالأمس من إخصاء للرئيس المقبل بحل مجلس الشعب ثم ربما بإعلان دستوري مكمل قريباً يشل يديه, و هذا السيناريو هو الأوقع في حال خسر شفيق.
إذا كنت ترى أن المقاطعة ستنزع الشرعية عن الإنتخابات فاعلم أن النظام الصفيق لا يأبه لهذا و كذلك لن يشعر المواطنون العاديون بهذا و سيقتصر الأمر عليك وحدك... مبارك كان ينجح بالتزوير و الحزب الوطني كان يكتسح الإنتخابات بالتزوير و آخرها 2010 و لم يمنعه هذا من الحديث بكل بجاحة عن الشرعية...و بالنسبة لي فحتى لو فاز شفيق فهو غير شرعي لأن وجوده في الإنتخابات من البداية غير شرعي.
إذا كنت تنوي المقاطعة لعدم إقتناعك بمرسي و نفورك من كلامه و من سلوكيات الإخوان و تصريحاتهم و مواقفهم فصدقني أني ألتمس لك العذر, لكني بشكل شخصي لا أنظر لهذه الإنتخابات على أساس أني أنتخب مرسي و لكن على أساس أني أصوت ضد شفيق.
إنتخاب مرسي ليس هو الإنتصار الحقيقي للثورة و لكن منع شفيق من الوصول هو محاولة لمنعه هو و من وراؤه من الإجهاز على الثورة.
و من يظن أن هذه الإنتخابات هى نهاية المطاف أياً كانت نتيجتها فهو واهمٌ و مخطىء.
إذا كنت قد حصنت نفسك من الإحباط و اليأس ففكر في موجة الإحباط و الإنكسار لدى ألوفٍ غيرك التي ستحدث لو فاز شفيق
فكر في إخواننا في سوريا و في فلسطين و في كل بلد ثائر و هم يتطلعون بأعينهم لمصر و يدعون من أجلنا..فكر في مدى الآمال التي يعلقونها علينا و مدى الإنتكاسة التي سيصابون بها لو عاد النظام القديم
و إذا كنت مقاطعاً و ترى أن الثورة هى الحل فمعك كل الحق, لكن إذا كانت الثورة في نظرك هى المليونيات التي تنتهي بنهاية اليوم فراجع نفسك و اقرأ هذا المقال
إذا كانت الثورة في رأيك ليس لها إلا هذا الشكل النمطي فمقاطعتك مراهنةً على الحل الثوري بالشكل النمطي هو مقامرة
و في النهاية...إذا أصررت على المقاطعة فمن الأفضل أن تكون مبطلاً لا مقاطعاً حتى لا يكون هناك مجال لإستخدام صوتك
و إذا أصررت على المقاطعة ففضلاً لا تروج لها إلا بين من ينوي التصويت لشفيق و من المستحيل أن يصوت لمرسي, فتحييد هؤلاء هو مكسب
و خلاصة الكلام: فات أوان الإنسحاب و لا معنى له الآن...أي كلام يقال الآن حول الإنتخابات و نزاهتها كان يتقال من شهرين...ليس بالمشاركة أو المقاطعة سنعطي أو ننزع الشرعية عن الرئيس المقبل لأن هذه الشرعية في عيوننا نحن فقط و لن تكون لها علاقة بما سيردده شفيق و من حوله...ما زلت أرى أن حتى التزوير له حدود و لو كان الفارق كبيراً ما استطاعوا التزوير...ما حدث بالأمس سيزيد من عدد المقاطعين و لكني لا زلت أرى أن المقاطعة ليست الحل طالما لا يوجد مجال لتحرك ثوري حقيقي و فاعل (الآن)...من يظن أن الحل الوحيد لدى العسكر هو نجاح شفيق فهو مخطىء مثل من يظن أن الإنتخابات و إنجاح مرسي هو الحل الوحيد...العسكر بكل إجراءاتهم السابقة قاموا بإخصاء الرئيس المقبل و تقييد حركته إلى حين. و الرهان الآن ما زال على دفع الضرر الأكبر و لكن الإنتخابات حتى لو أتت في النهاية بمرسي لن تكون نهاية المطاف و لا نهاية المعركة و لن نجد الوقت لنتنفس الصعداء.
و الله غالبٌ على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون
-----------------------------------------
تم نشر المقال في موقع رصد

ليست هناك تعليقات: