الخميس، 18 سبتمبر 2008

بدر



فى رمضان, تمر علينا ذكريات عدة انتصارات, ربما كان آخرها تاريخياً هو نصر العاشر من رمضان, لكن سبق هذا أيام عز أخرى, منها على سبيل المثال عين جالوت, و فتح عمورية, و فتح مكة.

لكن أعظم ذكرى, هى ذكرى أول نصر عسكرى فى الإسلام, ذكرى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان, يوم انتصر الحق على الباطل, يوم انتصر الاسلام على الشرك.

إنه يوم بدر

و لا أكتب هنا لأسرد وقائع هذا اليوم بالطبع, فمن منا لا يعرفه

لكن جالت بذهنى بعض الخواطر عن بدر, أول انتصاراتنا, النصر الذى كان تحت راية رسول الله صلى الله عليه و سلم.

فى مثل هذا اليوم, منذ 1428 عاما, قُتِلَ أبو جهل

لم يمت فى فراشه, و لم يقع صريعا لمرض أو وباء.

لكنه قتل بأيدينا, قتله اثنان من شباب المسلمين.

كان فرعون هذه الأمة, كان أشد أعداء الإسلام, كم آذى حبيبنا صلى الله عليه و سلم, و كم آذى صحابته الكرام.

كم لاقى المسلمون منه العنت و الشدة, كم عذب من المسلمين, بل و قتل منهم.

لكن ماذا كانت نهايته؟

قُتلَ الطاغية,بأيدينا

نهاية هذا الفرعون لا تختلف عن نهاية أى فرعون على مر العصور

كل ذهب الى مزبلة التاريخ

إنها فقط مسألة وقت قبل أن تسير الأمور فى الإتجاه السليم, مسألة وقت إلى أن يتجمع جنود الحق فيزيلوا الشرك و الظلم و الطغيان.

حدث هذا من قبل, فلم لا يتكرر؟

إن التغيير سنة كونية يا أخوتى, و التاريخ حافل بمئات الشواهد و الأمثلة.

الأوضاع المقلوبة لا تستمر الى الأبد, و كل ليل و له آخر, و كل أبى جهل و له نهاية و مصير محتم.
و يكفى أن الله وعدنا, و من أصدق من الله قيلا
(( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون))
إذا فمتى يتحقق هذا؟ و ماذا نفعل ليتحقق هذا؟
هل أقول لكم أن كل ما نحتاجه هو أن نصبح كجيل بدر؟

حسنا, سيخرج على الكثير من المثبطين للهمم, و يقولون:أنى لنا أن نصير كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

حسنا,أنتم تنسون أنهم رجال, و نحن رجال, و حسبنا أن نسير على هداهم و هدى الذى اتبعوه ما استطعنا.

لكن إذا استعدنا الروح التى كانت سبباً فى كل يوم عز شهده الإسلام من بعد,سواء فى رمضان أو غير رمضان

اذا استعدنا روح اليمامة, واليرموك, و الزلاقة, و حطين, و عين جالوت, و القسطنطينية, و ما العاشر من رمضان منا ببعيد.

اذا استعدنا هذه الروح, فالتغيير ساعتها على بعد خطوات قليلة.

نحن فى حرب و رباط الى يوم الدين, و طالما أن لأبى جهل أبناء و أحفاد يسيرون على نهجه, و يحيون سيرته و عمله, فلكى يستقيم الحال, يجب أن يكون لمحمد أبناء كذلك, ينشرون النور, و يزيحون الشرك و الظلم و الطغيان.

فهل أنت منهم؟