هذه مجموعة من الرسائل القصيرة أتمنى أن تصل للرئيس المنتخب أعانه الله و أعاننا على المضي بهذا البلد للأمام
بعد التحية و السلام،
أتمنى أن تنتهى من عملية تحديد فريقك الرئاسي و رئيس الوزراء و أعضاء الحكومة في أقرب وقت .. تثار مشكلة سخيفة بخصوص أداءك اليمين الذي أرى أنه مسألة شكلية فشرعيتك الأساسية تأتي من الملايين التي انتخبتك و أوصلتك لمقعدك في الأساس, لكن درءاً لأي صداع فأعتقد أنه من أفضل الإقتراحات التي طُرحت في الفترة الأخيرة أن تحلف اليمين أمام مجلس الشورى في حضور أعضاء المحكمة الدستورية. و سيكون للقسم رمزية أعمق لو خرجت بعدها إلى التحرير و حلفت أمام حشود الشعب هناك.
لو كنت مكانك فإن ما سأفعله في ثاني يوم من تسلمي السلطة رسمياً هو إصدار قرار بإلغاء الإعلان الدستوري المكبل حيث أنه لا شرعية للمجلس العسكري و لا حق له في التشريع من الأساس حتى يشرع أو يسحب التشريع .. المجلس العسكري أدار المرحلة الإنتقالية بناءً على تكليف المخلوع له و عليهم الآن أن يتبعوا تكليفاتك أنت, أما أنت فصاحب الشرعية من الشعب الذي سيلتف وراءك لو وجد منك هذه الخطوة. و بالمناسبة, تذكر أنك قد صرت فعلياً رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسلمك السلطة.
و طالما أن هناك حكم محكمة منتظر بخصوص البرلمان في 10 يوليو فأقترح أن تصدر قراراً بالدعوة لإستفتاء عام للشعب بقبول أو رفض قرار حل البرلمان في حال إستمر الوضع على ما هو عليه.
تذكر أن المعتصمين في التحرير و المتظاهرين في المحافظات تحت الشمس الحارقة قد تملك أنت إراحتهم من هذا العناء بجرة قلم .. نعم ستواجه حرباً ربما لن تكون علنية من المجلس العسكري و سيخوضها بالوكالة عنه في العلن – و للأسف – العديد من أفراد النخبة من كتاب و صحفيين و إعلاميين و يصدعوا أدمغتنا بمدى دستورية قرارك و أنك ستتحول لديكتاتور يتولى كل السلطات في غياب دستور و برلمان و يتناسون أن المجلس العسكري ظل يحكمنا لعام و نصف بهذه الصورة. لا تشغل بالك بكل هذه الترهات و امضِ في طريق الحق بقوة بلا مهادنات و لا مساومات, و حين يلمس الشعب فيك القوة و الصلابة في الحق سيلتف وراءك.
إياك أن تنسى و أنت تنام في فراشك كل ليلة أن هناك ألوفاً ينامون على البورش .. لا تنس معتقلي العباسية و مجلس الوزراء و كل من تم اعتقاله سياسياً خلال الثورة...لا تنس ضباط 8 أبريل و من بعدهم. اصدر قراراً جمهورياً بالعفو عن هؤلاء.
أراك تسعى لإرسال رسائل طمأنينة إلى مختلف أركان الدولة، هذا حسن، لكن لا تسمح أبداً بأن يستمر الوضع المعوج للمجلس العسكري الذي سيستمر في التصرف كأنه كيان مستقل.
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ .. فإن فسادَ الرأي أن تترددا .. لا تسوف و لا تؤجل القضايا الحاسمة فإنك كلما تأخرت و أجلت لن تجد الزخم الشعبي المتنوع القادر على مساندتك في الشارع .. أنت محتاج لهذا الدعم بقوة و خصوصاً في المرحلة الأولى إلى أن تنتزع صلاحياتك بشكلٍ كامل..نعم فالصلاحيات و السلطة لا تُسَلَم و إنما تُنتَزَع...و ما نيلُ المطالبِ بالتمني..و صدقني أنك إذا أجلت المعارك و المواجهات الحاسمة لن تجد أحداً يساندك في الشارع سوى الإخوان فقط في نهاية المطاف.
إعلم أن كافة أجهزة الدولة تحاربك حرباً قذرة سواء في الإعلام المأجور أو بنشر الأكاذيب و إشاعة الرعب لدى الناس .. قرأت أن رجلاً تحرش بفتاة مسيحية قائلاً لها أنها ستجبر غداً على النقاب و لما صرخت و تجمع عليه الناس وجدوا أنه أمين شرطة. قف بحزم و أوئد أي فتنة في مهدها و لا تستهن و لا تتهاون.فمعظم النار من مستصغر الشرر.
استعد لكثير من المشاكل المفتعلة من قبيل أزمات البنزين و السولار و ربما الخبز و ربما مشاكل خارجية أيضاً. أركان الدولة لا زالت تدار بأيدي أتباع النظام السابق و كلما تأخرت في التطهير إنفجرت المشاكل.
لو علمت الآمال التي يعلقها عليك ملايين البسطاء ما نمت الليل. هناك كثيرون يحلمون أن تتحسن أحوالهم للأفضل في يومٍ و ليلة و هو ما لا تملكه أنت و لا غيرك...كن صادقاً و شفافاً معهم و لا تعدهم إلا بما تملك .. ثم ابذل قصارى جهدك لتحقيق ما وعدت.
إحذر أن تتحول لنموذج عصام شرف الذي حمله الناس على أعناقهم ثم لعنوه بعدها ببضعة شهور. شعبنا عاطفي و سهل التأثير عليه و لو وقعت في الشراك التي سينصبها أعداؤك لك فسينقلب عليك شعبك.
ليكن في علمك أني لم أنتخبك إلا لأنك من تبقى أمام شفيق، و أني لم أكن أتصور أني سأصوت لك يوماً و لكن من أجل الصالح العام اخترتك..و لأجل الصالح العام سأستمر في دعمك طالما أحسنت السيرة و لم تحد عن طريق الثورة. أسأل الله أن يهديك لبطانة الخير و يبعد عندك مستشاري السوء...و إياك ثم إياك أن تنكث بأيٍ من وعودك...و أعانك الله على ما أنت مقبلٌ عليه, و أنا متفائل خيراً بإذن الله...الله أكبر و الثورة ستنتصر في النهاية سواء بك أو من غيرك فكن على قدر المسئولية أمام الله..و أمام شعبك..و أمام التاريخ.
--------------------------------------------------
تم نشر المقال بموقع رصد
بعد التحية و السلام،
أتمنى أن تنتهى من عملية تحديد فريقك الرئاسي و رئيس الوزراء و أعضاء الحكومة في أقرب وقت .. تثار مشكلة سخيفة بخصوص أداءك اليمين الذي أرى أنه مسألة شكلية فشرعيتك الأساسية تأتي من الملايين التي انتخبتك و أوصلتك لمقعدك في الأساس, لكن درءاً لأي صداع فأعتقد أنه من أفضل الإقتراحات التي طُرحت في الفترة الأخيرة أن تحلف اليمين أمام مجلس الشورى في حضور أعضاء المحكمة الدستورية. و سيكون للقسم رمزية أعمق لو خرجت بعدها إلى التحرير و حلفت أمام حشود الشعب هناك.
لو كنت مكانك فإن ما سأفعله في ثاني يوم من تسلمي السلطة رسمياً هو إصدار قرار بإلغاء الإعلان الدستوري المكبل حيث أنه لا شرعية للمجلس العسكري و لا حق له في التشريع من الأساس حتى يشرع أو يسحب التشريع .. المجلس العسكري أدار المرحلة الإنتقالية بناءً على تكليف المخلوع له و عليهم الآن أن يتبعوا تكليفاتك أنت, أما أنت فصاحب الشرعية من الشعب الذي سيلتف وراءك لو وجد منك هذه الخطوة. و بالمناسبة, تذكر أنك قد صرت فعلياً رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسلمك السلطة.
و طالما أن هناك حكم محكمة منتظر بخصوص البرلمان في 10 يوليو فأقترح أن تصدر قراراً بالدعوة لإستفتاء عام للشعب بقبول أو رفض قرار حل البرلمان في حال إستمر الوضع على ما هو عليه.
تذكر أن المعتصمين في التحرير و المتظاهرين في المحافظات تحت الشمس الحارقة قد تملك أنت إراحتهم من هذا العناء بجرة قلم .. نعم ستواجه حرباً ربما لن تكون علنية من المجلس العسكري و سيخوضها بالوكالة عنه في العلن – و للأسف – العديد من أفراد النخبة من كتاب و صحفيين و إعلاميين و يصدعوا أدمغتنا بمدى دستورية قرارك و أنك ستتحول لديكتاتور يتولى كل السلطات في غياب دستور و برلمان و يتناسون أن المجلس العسكري ظل يحكمنا لعام و نصف بهذه الصورة. لا تشغل بالك بكل هذه الترهات و امضِ في طريق الحق بقوة بلا مهادنات و لا مساومات, و حين يلمس الشعب فيك القوة و الصلابة في الحق سيلتف وراءك.
إياك أن تنسى و أنت تنام في فراشك كل ليلة أن هناك ألوفاً ينامون على البورش .. لا تنس معتقلي العباسية و مجلس الوزراء و كل من تم اعتقاله سياسياً خلال الثورة...لا تنس ضباط 8 أبريل و من بعدهم. اصدر قراراً جمهورياً بالعفو عن هؤلاء.
أراك تسعى لإرسال رسائل طمأنينة إلى مختلف أركان الدولة، هذا حسن، لكن لا تسمح أبداً بأن يستمر الوضع المعوج للمجلس العسكري الذي سيستمر في التصرف كأنه كيان مستقل.
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ .. فإن فسادَ الرأي أن تترددا .. لا تسوف و لا تؤجل القضايا الحاسمة فإنك كلما تأخرت و أجلت لن تجد الزخم الشعبي المتنوع القادر على مساندتك في الشارع .. أنت محتاج لهذا الدعم بقوة و خصوصاً في المرحلة الأولى إلى أن تنتزع صلاحياتك بشكلٍ كامل..نعم فالصلاحيات و السلطة لا تُسَلَم و إنما تُنتَزَع...و ما نيلُ المطالبِ بالتمني..و صدقني أنك إذا أجلت المعارك و المواجهات الحاسمة لن تجد أحداً يساندك في الشارع سوى الإخوان فقط في نهاية المطاف.
إعلم أن كافة أجهزة الدولة تحاربك حرباً قذرة سواء في الإعلام المأجور أو بنشر الأكاذيب و إشاعة الرعب لدى الناس .. قرأت أن رجلاً تحرش بفتاة مسيحية قائلاً لها أنها ستجبر غداً على النقاب و لما صرخت و تجمع عليه الناس وجدوا أنه أمين شرطة. قف بحزم و أوئد أي فتنة في مهدها و لا تستهن و لا تتهاون.فمعظم النار من مستصغر الشرر.
استعد لكثير من المشاكل المفتعلة من قبيل أزمات البنزين و السولار و ربما الخبز و ربما مشاكل خارجية أيضاً. أركان الدولة لا زالت تدار بأيدي أتباع النظام السابق و كلما تأخرت في التطهير إنفجرت المشاكل.
لو علمت الآمال التي يعلقها عليك ملايين البسطاء ما نمت الليل. هناك كثيرون يحلمون أن تتحسن أحوالهم للأفضل في يومٍ و ليلة و هو ما لا تملكه أنت و لا غيرك...كن صادقاً و شفافاً معهم و لا تعدهم إلا بما تملك .. ثم ابذل قصارى جهدك لتحقيق ما وعدت.
إحذر أن تتحول لنموذج عصام شرف الذي حمله الناس على أعناقهم ثم لعنوه بعدها ببضعة شهور. شعبنا عاطفي و سهل التأثير عليه و لو وقعت في الشراك التي سينصبها أعداؤك لك فسينقلب عليك شعبك.
ليكن في علمك أني لم أنتخبك إلا لأنك من تبقى أمام شفيق، و أني لم أكن أتصور أني سأصوت لك يوماً و لكن من أجل الصالح العام اخترتك..و لأجل الصالح العام سأستمر في دعمك طالما أحسنت السيرة و لم تحد عن طريق الثورة. أسأل الله أن يهديك لبطانة الخير و يبعد عندك مستشاري السوء...و إياك ثم إياك أن تنكث بأيٍ من وعودك...و أعانك الله على ما أنت مقبلٌ عليه, و أنا متفائل خيراً بإذن الله...الله أكبر و الثورة ستنتصر في النهاية سواء بك أو من غيرك فكن على قدر المسئولية أمام الله..و أمام شعبك..و أمام التاريخ.
--------------------------------------------------
تم نشر المقال بموقع رصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق