الخميس، 29 ديسمبر 2011

أسئلة لمن لا يزال يحسن الظن بالمجلس العسكرى


رغم كل ما جرى, و ما يجرى, و ما سوف يجرى....فإن بيننا كثيرون أحسنوا, و ما زالوا يحسنون, و و سيظلون يحسنون الظن بالمجلس العسكرى!!!

و دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء و نسأل هذه الأسئلة:

1-      لماذا سمح الجيش للبلطجية و راكبى الجمال بالدخول للميدان يوم 2 فبراير و وقف موقفاً سلبياً فيما عُرف بموقعة الجمل؟

2-      لماذا تكررت زيارات بعض قادة المجلس – نخص بالذكر اللواء الروينى – للميدان داعياً الثوار للرحيل و مثبطاً لهممهم و واصفاً ما يجرى بأنه (زيطة) لن تؤثر فى الحكومة؟

3-      لماذا تمسك المجلس بأحمد شفيق رئيساً للوزراء و لم يقبل إستقالته إلا بضغط المظاهرات الشعبية؟

4-      لماذا لا يتخذ المجلس أساساً القرارات الحاسمة إلا بعد مظاهرات شعبية؟

5-      لماذا لم يتخذ المجلس إجراءً مع من قاموا بتعذيب الثوار عند المتحف المصرى, و من قاموا بكشف العذرية للبنات؟ و لماذا نفى الأمر مرة ثم لما زادت الضجة قال إنه إجراء روتينى إحترازى ؟!!

6-      لماذا قام المجلس بصرف كل هذه الملايين على الإستفتاء الذى قسم الشعب و هو ينوى فى الأساس إصدار إعلان دستورى به 60 مادة أخرى لم يُستفت عليها الشعب؟

7-      لماذا يدعى أعضاء المجلس كل فترة أن الإستفتاء أعطى شرعية لهم ؟

8-      لماذا ماطل المجلس فى المرحلة الإنتقالية التى أعلن فى البداية أنها 6 شهور مضى منها 11 فقط؟

9-      لماذا لم تخرج إجراءات إستعادة الأموال المهربة فى الخارج عن إطار التصريحات حتى الآن فى حين أن دولاً أخرى إستعادت جزءاً من مبالغها بالفعل؟

10-  لماذا لم تبدأ إجراءات تجميد أرصدة العديد من المسئولين إلا بعد شهور من الثورة؟

11-  لماذا تأخرت محاكمات أغلب الضباط المتهمين بقتل الثوار إلى أن تم (تظبيط) أوراق قضاياهم ليحصلوا على البراءة لعدم كفاية الأدلة رغم وجود الصور و الفيديوهات و أهم دليل :الشهداء ؟!!!

12-  لماذا كل هذه المماطلة فى المسلسل السخيف المسمى بمحاكمة القرن؟ لماذا يلقى مبارك و أبناؤه و أركان نظامه هذه المعاملة المميزة فى أحسن المستشفيات فى حين لجأ مصابو الثورة فى نهاية المطاف للميدان ليجأروا بالشكوى و يعتصموا به فما كان من المجلس إلا أن ضربهم فى 19 نوفمبر ؟

13-  لماذا لم يستجب المجلس للمطالب بخصوص قانونى الغدر و العزل السياسى؟

14-  لماذا إستمر المجلس فى إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية رغم تصريحه من قبل فى إحدى رسائله أنه لن يتخذ هذا الإجراء إلا فى حالة البلطجة و الإرهاب؟

15-  لماذا لم يتخذ المجلس إجراءً مع فلول الوطنى فى الصعيد الذين هددوا بإحراق الصعيد و قطع المواصلات و الكهرباء إذا طُبق قانون العزل؟ لماذا هو أصم مع هؤلاء بينما لا يطيق كلمة معارضة من الثوار و ينكل بهم؟

16-  لماذا دعم المجلس وثيقة المبادىء الفوق دستورية المعروفة بوثيقة السلمى و وضع لنفسه بنوداً مميزة بها رغم إدعائه أنه لن يتدخل فى الدستور؟

17-  لماذا تختلف أفعال المجلس على أرض الواقع عموماً عن تصريحاته؟ أهو يكذب لا سمح الله؟

18-  أين نتائج التحقيق فى ماسبيرو؟ و فى محمد محمود؟ و فى مجلس الوزراء؟

19-  لماذا إستمر المجلس فى الإدعاء بأنه حمى الثورة فى حين أن رئيسه أقر فى شهادته أن المخلوع لم يصدر له أمراً بالضرب؟ ممَ حمى الثورة إذاً؟

20-  هل تمت إدانة أى ضابط من المتهمين بقتل الثوار أو إستهداف عيونهم حتى مع فضحهم بالصور و الفيديو؟

21-  لماذا يلجأ المجلس فى عز الأزمات لمحاولة تكميم الأفواه و إغلاق العيون عن طريق إزالة الكاميرات و ضرب الصحفيين لمنعهم من تصوير و نقل ما يجرى؟ مم يخاف؟

22-  لماذا إستمرت حالة البلطجة و الإنفلات الأمنى طوال الشهور ماضية ثم إختفت فجأة فى بداية الإنتخابات؟ هل يملك المجلس الزر الذى يحرك البلطجية؟

23-  لماذا ترك المجلس المجمع العلمى يحترق رغم إمتلاكه الوسائل التى تمكنه من إطفائه كما فعل من قبل فى مجلس الشورى؟

24-  لماذا صرح المجلس فى أوائل إستلامه السلطة أن دستور 71 قد سقط, ثم عاد بعد ذلك ليقول أنه لم يسقط و إستند إليه ليمدد حالة الطوارىء؟ لماذا يفسر القوانين كما يحلو له؟

25-  لماذا إتهم المجلس – و لا يزال يتهم – العديد من الكيانات الثورية (6 أبريل, كفاية, منظمات المجتمع المدنى) بالعمالة و تلقى تمويلات من الخارج لإستعداء الشعب عليهم ثم يصمت حينما يُطالب بتقديم الأدلة على إتهاماته؟

26-  لماذا يستمر المجلس فى الإستخفاف بعقولنا و يستمرىء الكذب فى حين أن أكاذيبه مفضوحه بمئات الصور و عشرات الفيديوهات التى تناقض و تنقض كلامه؟

27-  لماذا كل هذا التطويل فى فترة إنتخابات مجلس الشعب؟

28-  لماذا يجب أن ندفع الدماء كل مرة لنحصل على مكاسب من المجلس؟ (كان موعد إنتخابات الرئاسة مبهماً إلى أن إضطرت أحداث محمد محمود المجلس إلى تحديد موعدها...إن صدق)

29-  ماذا أسفر التحقيق فى حالات سحل و ضرب الفتيات عند مجلس الوزراء؟

30-  ألا يدل العنف الممنهج المتكرر من الشرطة العسكرية و المدنية على أنهم لا يخافون من المحاسبة و أنه لا محاسبة أصلاً؟

31-  هل سمعت عن الضرب الذى تعرض له القضاة من الشرطة العسكرية – 600 قاضى حسب تصريح رئيس نادى القضاة – و ذلك لرفضهم تسليم الصناديق للجيش بعيداً عن أعينهم؟

32-  هل علمت أن المتهمين الذين تم تسجيل لقاء معهم على أساس أنهم بلطجية تم القبض عليهم فى أحداث مجلس الوزراء لم يكونوا هناك أصلاً, و أنهم مقبوض عليهم من قبلها ب4 أيام على ذمة قضايا أخرى؟

33-  هل تصدق إدعاءات المجلس بأن من بالميدان بلطجية و الشهداء منهم شيخ أزهرى و طلبة طب و هندسة و مهندسين ؟

34-  طبيعة الجيش و الجندية تقتضى عدم التحرك إلا بناءً على أوامر و توجيهات القيادة, فهل تظن أن الجنود كانوا ليقوموا بما رأينا من مشاهد القتل و السحل و هتك أعراض الفتيات ما لم يجدوا ضوءاً أخضر من أعلى؟

35-  هل تظن أن المجلس العسكرى مع كل جرائمه و خطاياه لن يخشى على نفسه من المحاسبة إذا جاء رئيس منتخب و برلمان منتخب على غير هواه؟ ألا تعتقد أن المجلس سيماطل إلى أن يؤمن لنفسه الخروج الآمن و يضمن أن الجالس على الكرسى لن يضره؟ و أن الدستور الجديد يحصنه و يحميه؟

36-  هل ما زلت تحسن الظن بالمجلس العسكرى و تلتمس له الأعذار؟ و هل لديك إستعداد لتتركه يحرك الأمور على هواه ليعيد بالكامل إنتاج النظام الذى أطحنا برأسه منذ عام, لتنبت له رأسٌ فاسدة أخرى؟

أرجو قراءة هذا المقال أيضاً و الذى كتبته فى أغسطس الماضى, و للأسف لم يتغير الأمر كثيراً

يسقط حكم العسكر
---------------------------
تم نشر المقال فى شبكة رصد

الأحد، 25 ديسمبر 2011

المصريون و البحث الدائم عن بديل


عندما يكون المرء مقبلاً على إختيار معين, فإن عدداً من البدائل تتوفر أمامه يوازن منها ثم يحدد إختياره حسب أولوياته...و تكون سعيد الحظ إذا كانت مقارنتك بين الحسن و الأحسن...لكن الحياة لا توفر لنا دائماً هذه الرفاهية, فكثيراً ما تجد نفسك محصوراً بين السىء و الأسوأ.أى أنه عليك بكل بساطة أن تختار أهون الشرين..أو أخف الضررين.
عندما شارك الإخوان المسلمون فى الإنتخابات النيابية قبل الثورة كانت نسبة من الأصوات التى تذهب إليهم تأتى فى شكل تصويت عقابى للحزب الوطنى لأن الإخوان هم البديل الأقوى بغض النظر عن إقتناع الناخبين بهم من عدمه.فى إنتخابات الرئاسة ذهبت أصوات كل من يرفض مبارك إلى المرشحين أمامه حتى مع عدم الإقتناع بهم.أنا شخصياً أعطيت صوتى فى إنتخابات الرئاسة لأيمن نور دون إقتناع شخصى به حتى لا يذهب صوتى للمخلوع.
بعد الثورة زادت الخيارات و البدائل.و زاد إقبال الناس أيضاً بعد أن شعروا أن أصواتهم صار لها قيمة و تأثير.هناك من يحدد إختياراته منذ البداية تبعاً لإقتناعه الكامل بمرشحه و الحزب الذى يؤيده.و هناك من يصوت لحزب خوفاً من حزب آخر.فى الإنتخابات الأخيرة تم الترويج للكتلة المصرية على أنها البديل الأقوى فى مواجهة الأحزاب الإسلامية و على رأسها الحرية و العدالة و النور.بل أن أحد أصدقائى من الذين يعتبرون أنفسهم من الإسلاميين قد صوت للكتلة لا عن قناعةٍ بها و لكن حتى يكون هناك توازن إزاء الإخوان.
تظهر فكرة البديل بشكل أقوى فى إنتخابات الإعادة.فى دائرة المنتزة بالإسكندرية تكتلت الأصوات مع المرشح المستقل المدعوم من الحرية و العدالة فى مواجهة م.عبد المنعم الشحات الذى أعتبر متطرفاً فى نظر من تكتلوا أمامه.و ربما لم يكن المسيحيون و الليبراليون يظنون أنه سيأتى عليهم يوم يضطرون فيه لدعم مرشح الإخوان.لكنه بالنسبة لهم أهون الشرور.
فى دائرة الرمل المجاورة لها حدث العكس.فقد ذهبت نسبة من أصوات نفس الفئة لطارق طلعت مصطفى و هو من الفلول المعروفين و ذلك نكايةً فى المستشار الخضيرى لأنه مدعومٌ من الإخوان.و فى الحالتين لم يكن التصويت عن قناعة و إنما بديل مفروض.
الآن هناك إلحاحٌ كبير على مسألة سرعة إنتخاب رئيس الجمهورية.و الحقيقة أن الإعتقاد بأن مجىء الرئيس سيجعل كل المشاكل تحل فى التو و اللحظة هو إعتقادٌ ساذج طفولى.فالرجل سيأتى ليحمل تركة ثقيلة و ميراثاً كارثياً نتاج عقود من الإستبداد و الفساد.و العسكر لن يتركوها له (مخضرة) كما نقول فى المثل.
إن الرئيس المدنى هو البديل للحكم العسكرى و لذلك نلح عليه.و لو لم يرتكب المجلس العسكرى كل هذه الأخطاء و الجرائم لما كان هذا الإلحاح. لكن نعود و نؤكد على أن الرئيس القادم ليس معه خاتم سليمان و لا مصباح علاء الدين ليحل كل المشاكل بشكل آنى.فى الوقت الذى سنصل فيه - و سنصل بإذن الله- للحكم المدنى ستستمر البلاد فى مرحلة إضطراب لأن أعداء الوطن فى الداخل و الخارج لن يتركونا فى حالنا.و تعلق الناس بالوهم الطفولى بالمخلص أو الفارس القادم من بعيد على حصانه لينتشلنا من الوحل و ينقذنا من الغول-المجلس العسكرى-هو جزء من فن صناعة الفرعون الذى أدمناه كمصريين.
و لنترقب عندما نرى الأسماء النهائية للمرشحين للرئاسة أن نجد مجموعة من الأسماء التى لا يوجد بينها من يملأ أعيننا و يقنعنا.و ساعتها سيكون الإختيار بمبدأ (أحسن الوحشين) و عند التصفية النهائية بين إثنين من المرشحين قد نضطر لإختيار رئيس هو أهون الشرين.لكن على أية حال سيكون أهون من حكم العسكر.
إن العسكر راحلون لا محالة.هم يماطلون و يسعون لعدم الرحيل قبل التأكد من أنهم أمنوا ساحتهم تماماً.و عندما نصل لمرحلة الإنتخابات الرئاسية فسيكون واضحاً أمام المصريين من هو مرشح المجلس العسكرى و الفلول معاً.
فى الإنتخابات البرلمانية كان مبدأى أن أصوت للفكرة و المبدأ بغض النظر عن فرص حاملها فى الفوز.كنت أرفض التصويت للجواد الرابح.لكن عندما نتكلم عن إختيار الشخص الذى سيكون مقدراً له حكم مصر فسيضطرنا العسكر إلى تعديل حساباتنا...و أكرر أنه إذا انحصر الخيار بين مرشح مدنى – أياً كان توجهه - و مرشح المجلس العسكرى فإن إختيار المرشح الأول - حتى لو كان مخالفاً لمرجعيتك - هو الأولى. فالمرشح الثانى سيعنى أن البلاد ما زالت تحت حكم العسكر و إن خلع بزتهم و ارتدى بدلة.
و سيأتى يومٌ لا نوضع فيه بين شقى الرحى, و لا نساق فيه لتحديد إختياراتنا.هذا اليوم قادمٌ لا محالة.
((و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين))
((إن الله لا يصلح عمل المفسدين))
((و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار))
يسقط حكم العسكر

-----------------------------------------
تم نشر هذا المقال فى شبكة رصد