الأحد، 20 نوفمبر 2011

قائمة توافقية لمرشحى إنتخابات نقابة المهندسين





يوم الجمعة المقبل 25-11 ستجرى أول إنتخابات لنقابة المهندسين المصرية منذ وُضعت تحت الحراسة منذ أكثر من 15 عام.و لابد أن عدداً كبيراً من المهندسين قد فوجىء بمئات من الأسماء للمرشحين الذين لا يعلم عنهم شيئاً موزعين على عدد من القوائم التى تنتمى إلى تيارات و تجمعات هندسية مختلفة-هذا غير أسماء أكثر خارج القوائم-هذا غير عدم معرفة الكثير بطريقة الإنتخاب داخل النقابة.و بالتالى فإن أغلب المهندسين يشعر بقدر كبير من الحيرة فى أول تجربة ديمقراطية منذ فترة طويلة سواء على المستوى النقابى أو مستوى الوطن.

و فى هذه التدوينة سأحاول عرض طريقة الإنتخابات بصورة مبسطة و كذلك روابط لبعض المواقع المفيدة فى التعرف على برامج المرشحين و أخيراً قائمة منتقاة قمت بإعدادها للمرشحين فى الإنتخابات.

بالنسبة لطريقة الإنتخاب فهى موضحة بشكل مبسط فى هذه الصورة التى أعدها الزميل العزيز م.هيثم الحريرى




و هذا الفيديو أيضاً يوضح طريقة الإنتخاب

http://www.youtube.com/watch?v=fadxZCGdFho

و على هذا الرابط تجدون مجهوداً طيباً من فريق مرصد لتجميع أسماء المرشحين و برامجهم الإنتخابية و كذلك الصفحات الخاصة بالتجمعات الهندسية المختلفة.


و هذا الرابط أيضاً




أما بخصوص أماكن و لجان الإنتخاب, فقد تم نشرها فى الجرائد الرسمية و تجدونها على هذا الرابط


و ستكون الإنتخابات بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً بإذن الله

أما بخصوص قائمة المرشحين, فقد قمت بإعداد قائمة منتقاة من من القوائم المختلفة تشمل كذلك مرشحين من الشعب الهندسية التى لا أنتمى إليها-قدر ما إستطعت- و ذلك بناءً على طلب عدد من زملائى من التخصصات الأخرى.و قد تحريت فى إختياراتى ما يلى:

1-إخترت بدايةً الأسماء التى تعاملت معها شخصياً أو تابعت جهودهم و مواقفهم من خلال متابعتى منذ عام 2006 لكفاح تجمع (مهندسون ضد الحراسة).

2-من قام بتزكيته من أثق فى حكمهم و آرائهم.

3-من إطلعت على سيرته الذاتية و وجدت له دوراً فى رفع الحراسة أو فى العمل الوطنى العام و فى الثورة.

4-من وجدت له برنامجاً إنتخابياً مميزاً(و هذا قليل).

و الحكم على المرشحين من خلال البرامج الإنتخابية لا يكفى للأسف لأن أغلب البرامج الإنتخابية تحوى أحلاماً وردية و كلاماً مرسلاً.و القليل الذى تشعر من خلال قرائته أنه يحوى فكراً متميزاً.لذا فإن المواقف و السير الذاتية و التاريخ قد تكون الفيصل الأهم فى الإختيار من وجهة نظرى. و هذا الأمر ينطبق على أى إنتخابات وصولاً إلى إنتخابات الرئاسة.


و غنى عن الذكر أن قائمتى هذه إسترشادية لزملائى و لا ألزم بها إلا نفسى.لكنها محاولة للتيسير على زملائى, و كذلك محاولة لجمع و إختيار أفضل الشخصيات من القوائم المختلفة بحيث يصبح لدينا مجلس متجانس يحتوى على مهندسين من كافة القوائم و لا غلبة فى النقابة لتيار على آخر.

نسأل الله تعالى أن يولى من يصلح, و أن يضع الفائزون فى الإنتخابات مصلحة النقابة و المهنة فوق أى إعتبار و يتجاوزوا خلافاتهم الأيدولوجية.فكل من يدخل النقابة يجب أن يخلع إنتماؤه السياسى خارجها و المعيار الأول داخلها هو المهنية و الكفاءة الهندسية و الإدارية.

و أرجو أن يشارك جميع المهندسين بإيجابية فى هذه الإنتخابات الهامة و أن يفهموا طريقة الإنتخاب جيداً حتى لا تبطل أصواتهم و أن يحسنوا إختياراتهم و يحذروا من الفلول من المنتمين للحراسة و لجان التسيير.و الله الموفق و المستعان.

نقابة حرة فى وطن حر

الخميس، 10 نوفمبر 2011

أصل (هترل) ده كان شيوعى



قص على عمى أنه فى أيام شبابه فى الستينات كان جالساً مع عمى الأكبر فى أحد المقاهى مع مجموعة من الأصدقاء, و كان عمى الأكبر معجباً بكل ما هو ألمانى و بهتلر على وجه الخصوص.و دار نقاش حول الرجل و يبدو أن النقاش إحتدم فتدخل أحد رواد المقهى و قال:أصل (هترل) ده كان شيوعى!! فكتم الشباب ضحكهم و دفعوا الحساب و إنصرفوا بعيداً عن هذه العقلية.

تذكرت هذه القصة حينما أخبرنى صديق بخطبة جمعة إستمع لها مؤخراً فوجد الخطيب - سلفى للأسف - يدعو الناس للتصويت لصالح (الإسلام) و أنهم إذا لم ينتخبوه فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا فاز غيره ( طبعاً معروف أن الإسلام هو حزب النور).ثم أردف قائلاً : لقد جربنا الديمقراطية ثلاثون عاماً (يا راجل), و جربنا (الرأسمالية) فى عهد عبد الناصر!!!

حدثنى نفس الصديق عن مرشح عمال فى الدائرة الثالثة فردى فى الإسكندرية عن حزب النور, أخبرنى أن الرجل على المستوى الإنسانى طيب و على خلق , لكن فى السياسة لا يعرف الفرق بين الألف و كوز الذرة . فى بداية الثورة كان هذا الرجل من الصنف المعارض لها و الذى يرى أنها فتنة . و فى مرحلة الإستفتاء كان يدعو لقول نعم و حينما كان يُسأل عن سبب موافقته على التعديلات الدستورية كان رده : لأن الشيوخ قالوا بهذا.

فى اليوم الذى توجهت فيه للجنة الإستفتاء على التعديلات المشئومة قابلت فى الطريق شاباً يبدو من سمته أنه سلفى ..تطوع ليخبرنى بمكان اللجنة التى أعلم مسبقاً أين مكانها . ثم إبتسم لى و قال : قول نعم بقى . إستدرت له بغيظ و قلت له: لا تقل للناس ماذا يختارون.و بالمناسبة, خيارى وقتها كان (نعم) لقناعاتى الخاصة (وقتها).

سأل صديق لى رجلاً سلفياً : إذا أسفرت الإنتخابات عن إعادة بين البرادعى و شفيق , من ستختار؟ قال: شفيق , لأن البرادعى رجل علمانى ليبرالى!!!

يا سبحان الله , و هل شفيق هو الإسلامى الذى يدعو لتطبيق الشريعة؟!!

و لكن هل نلوم الرجل فقط, أم نلوم الشيوخ الذين ملأوا رأسه و رؤوس غيره بخطب فى نقد العلمانية و الليبرالية و اليسار بعموم المصطلحات و تصنيف الشخصيات؟

هذا النموذج متكرر على مستويات مختلفة , من يسلمون رؤوسهم لآراء المشايخ...و هذا أمر لا يصح أن يُترك على عواهله فى الدين أساساً قبل السياسة . و أن تجد هذا السلوك من فرد عادى شىء , و أن تجده فيمن يفترض أن يكون ممثلاً للأمة و مشاركاً فى سن القوانين شىء آخر.

و مع كون فكرة فصل الدين عن السياسة بمفهوم العلمانية الشاملية أمراً يتنافى مع مرجعيتى و قناعاتى الشخصية , فإن إستغلال الدين فى السياسة من جهة أخرى هو أمر مرفوضٌ و مقزز فى الوقت ذاته . و هو أمرُ يضر الدعوة أبلغ ضرر و يسىء إلى صورة الإسلاميين كلهم و يشوه تاريخهم و كفاحهم و يجعل الفرصة سانحة لكل من يبغى الإنتقاص منهم . و فى أحيان كثيرة يكون ما يُلصق بالإسلاميين من قبيل الزور و البهتان . و فى أحيانٌ أخرى يكون الإسلاميون هم من أعطى الفرصة الكاملة لمنتقديهم . و أحياناً يكون أعدى أعداء الفكرة هو غباء- و لا أقول حماسة - بعض المنتمين لها.

إن دخول أتباع مدرسة السلفية العلمية - تمييزاً لها عن السلفية الحركية التى أيدت الثورة و شاركت بها منذ البداية - لمعترك الحياة السياسية قد شابه الكثير من الأخطاء الناجمة عما نسميه بالعامية (الغشومية) أو بكلمات مهذبة (قلة الخبرة السياسية) . و الحقيقة أن القوم قد سعوا لدخول الباب بطريقة أكثر إحترافية فأسسوا حزباً لهم و هو حزب النور...و بدا لفترة ما أن الحزب بدأ يسير فى الإتجاه الصحيح...لكن سرعان ما تبين أن العقلية القديمة هى التى تتحكم فى الأمور. سواء من جهة الخطاب الإستعلائى المغرور لعدد من المنتمين له و كأن لسان حالهم (لن نغلب اليوم عن قلة) و نسوا (و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) . أو التنافس الصبيانى الذى إشتركوا فيه مع الإخوان المسلمين و الذى ظهر بشكل كبير فى ساحات صلاة العيد.أما الإنتخابات التى كنا نرى أن القوى الوطنية عموماً و القوى الإسلامية خصوصاً يجب أن تنسق فيما بينها فى مواجهة الفلول....فقد سقط الجميع بإمتياز و لا أحمل حزب النور مسئولية الفشل وحده...و لكن أكثر ما ساءنى أن يكون العناد دافعاً للنزول أمام شخصية مثل المستشار الخضيرى لا لشىء إلا لأنه عارض موقفهم المعارض للثورة فى بدايتها ثم المثير لمعركة لا داع لها حول المادة الثانية أمام الإستفتاء . و فى النهاية فالمستفيد هو الفل طارق طلعت مصطفى.

لا أعلم على أى أساس يختار هذا الحزب مرشحيه إذا كان بينهم عقلية مثل عقلية المرشح الذى ذكرناه فى بداية المقال.لا أريد أن أعمم النموذج و كأن مرشحى الحزب كلهم هكذا....لكن إذا كان أحد أساسيات الإختيار هى تزكية المشايخ...فلا أهلاً و لا سهلاً.

لن أعطى صوتى إلا لمن يقتنع به عقلى ....الأولوية لمن شارك فى الثورة منذ بدايتها و لم يدنس نفسه بالجلوس على حجر العسكر. و بالمناسبة أرجو ألا يستغرق الجميع فى الإنتخابات و يعطوها أكثر من حجمها و ينسوا العسكر و ألاعيبهم . شخصياً مشاركتى فى الإنتخابات هى معذرة إلى ربى و لأن سلبيتى معناها فرصة أكبر لمن لا يستحق أو للفلول فى دخول المجلس.

لا أعلم ما دهاكم . خياراتكم خاطئة. أولوياتكم مقلوبة .رهاناتكم على الحمار-لا الحصان-الخاسر . تخسرون أصدقاءكم و لا تحسنون كسب أعدائكم . تحركاتكم بطيئة و متأخرة . ردود أفعالكم لا تتناسب مع قدر الأحداث . تخوضون معارك لا طائل منها و على الجبهة الخطأ .  و غروركم سيجعلكم و يجعلنا نخسر كل شىء .

ليست هذه السطور لسب السلفيين أو الإنتقاص منهم....هم لهم ما لهم و عليهم ما عليهم و هم أخوة فى دين الله...لكن طالما أننا نتكلم فى العمل السياسى وجب توجيه النقد لهم لأنهم لا يؤذون أنفسهم فقط و إنما يشاركون مع غيرهم فى إيذاء تيار كامل أنتمى له بعقلى و قلبى و روحى و يحز فى نفسى أن يكونوا كالدبة التى قتلت صاحبها.