السبت، 2 أغسطس 2008

الوقوع فى إسار التاريخ


ليس السؤال المطروح هو:هل ممكن أن يقع الإنسان أسيراً لتاريخه؟
بل السؤال الحقيقى هو:هل يمكن ألا يقع أسيراً لهذا التاريخ؟
بدايةً, لا شك أنك تتفق معى أن هناك عوامل متعددة تساهم فى تكوين شخصية الإنسان,منها أسلوب التربية و التنشئة,و منها الظروف المحيطة, و منها كذلك الطبيعة و الجغرافيا و التاريخ, و هذه العوامل الأخيرة تشكل العوامل النفسية المشتركة بين أبناء الشعب الواحد.و لكى تتضح الفكرة فلابد من طرح أمثلة بالطبع:
أبدأ بالحديث عن دول الغرب, فالغربيين و إن كانت الثقافة السائدة فيهم هى الديمقراطية و الليبرالية و تقديس حرية التعبير, إلا أنه عند التطبيق المباشر, تجد شريحة واسعة تنسى كل هذه المبادىء, و يتجلى هذا أكثر ما يتجلى عند تعامل الإنسان الغربى مع الإسلام.
نعم, فالمواطن الأوروبى العادى أسير لتاريخ طويل من الصراع بين النصارى و المسلمين, بدأ بطرد الروم من الشام و مصر و شمال أفريقيا,ثم الحروب مع الدولة البيزنطية فى عهود الأمويين و العباسيين, ثم الحروب الصليبية, ثم الصراع مع الدولة العثمانية التى هزت عروش أوروبا.
حتى الآن, و رغم سهولة الحصول على المعلومات, و رغم تعدد وسائل الاتصال, إلا أن المواطن الغربى العادى يشعر بخوف و قلق من الإسلام, و ليس عنده إلا صورة مختزلة و مشوهة عنه, نفس الصورة التى كانت تُثَبَت فى عقول المقاتلين الصليبيين قبل أن يذهبوا لغزو بلادنا, و رسخت هذه الصورة عبر العصور و ظلت فى عقول الغربيين, و لا يغير هذه الصورة الا التعامل المباشر مع مسلمين حقيقيين يمثلون روح الإسلام الحقة.
و قد يبدو غريباً للبعض أن يرى أن بعض الملحدين و اللادينيين فى الغرب-و الذين يفترض أن يكونوا معادين للأديان كلها-نجد عداوة هؤلاء للإسلام تفوق عداوتهم لأى دين آخر, و هذا راجع أيضاً للوقوع فى إسار تاريخهم, إنهم يحملون نفس النظرة الصليبية فى العقل الباطن, و لو لم يؤمنوا بالدين من الأساس, لكنه تاريخهم و ثقافتهم التى نشأوا فيها.

أضرب مثلاً آخر بأخوتنا الشيعة, فالشيعة قد توقف التاريخ عندهم عند العاشر من محرم سنة 61 هجرية, يوم كربلاء الذى إستشهد فيه سيدنا الحسين رضى الله عنه, و من تقاعسهم عن نصرته فى هذا اليوم فإنهم عدوا أنفسهم عبر العصور مسئولين عن هذه النتيجة, فتجدهم فى هذا اليوم يلطمون و يضربون أنفسهم بالآلات الحادة,تعبير لا معنى له عن الحزن لن يعيد الحسين و لن يغير التاريخ, و فى الوقت ذاته تجدهم يستخدمون مفردات مثل:الثأر الثأر!!!
الثأر مِن مَن؟ للأسف الثأر الذى يتكلمون عنه هو منى و منك و من كل من يعتنق مذهب أهل السنة, لأننا بنظرهم أتباع يزيد و جنوده الذين قتلوا الحسين, و الذين يتحملون وزر ما حدث لأهل البيت, و الذين يجب أن يتحملوا (مظلومية) الشيعة عبر العصور.
و بهذه النظرة الاختزالية للتاريخ تستطيع أن تفهم تصرفات الكثير من أخوتنا الشيعة, سواء فى عصرنا هذا أو عبر العصور المختلفة, و لن يتغير الحال طالما ظلوا واقعين فى إسار نفس هذه اللحظة.

المثل الثالث أضربه بشعبنا المصرى, فشعبنا أسير لتاريخ يمتد الى آلاف السنين, و لا أرانى مبالغاً إذا قلت أنه قلما نجد لشعب تاريخ يفخر به مثل شعبنا.
لكن تعاطينا مع هذا التاريخ يخرج أحياناً فى صورة إيجابية, و أحياناً أخرى فى صور شديدة السلبية.
الصورة السلبية هى عندما نقول أننا أحفاد الفراعنة, و نتكلم عن حضارة السبع آلاف سنة, و نغرق فى الإشادة بماضى أعظم منا, و لا نحاول أن نستلهم منه العبر, و لا أن نتعلم من أجدادنا, و لا أن نسعى لأن نصل لبعض ما وصلوا اليه.
أما الصورة الايجابية, فهى عندما يتغلغل هذا التاريخ فى الجينات, باعثاً فى النفس روحاً تجعل الإنسان المصرى واثقاً من نفسه فى أى مكان يذهب اليه, و فى أى عمل يعمل فيه, حتى إذا ما عُرِضَ عليه أداء عمل صعب و تشكك أحد من قدرته على أدائه رد بكل ثقة قائلاً:عيب عليك,دحنا مصريين.
نعم,فالمصرى يستند بظهره الى تاريخ مجيد, و من يستند الى الهرم ليس كمن يستند الى كوخ من القش, فإذا تعاطى المصرى مع هذا التاريخ بإيجابية, و كان دافعاً له للأمام ليقوم بدوره بأعمال عظيمة, فقد استفاد من تاريخه, أما إذا ركن اليه, و عاش فى ظلاله, فقد وقع حينئذٍ فى إساره.

هنا يجب أن نتساءل:و ما العمل إذاً؟كيف نستطيع ألا نقع أسرى للتاريخ؟
الإجابة:إننا لن نستطيع ذلك, إلا إذا نسينا أو تناسينا التاريخ, و هو ما لا نستطيعه, و ما لا يجب أن نفكر فيه من الأساس, فأمةٌ بلا تاريخ هى بكل بساطة أمة بلا هوية.
الحل برأيى هو التوازن, نعم, يجب أن يكون الإنسان متوازناً عندما يتعاطى مع التاريخ, سواء تاريخه أو تواريخ الآخرين.
يجب أن نتخلص من القراءة الاختزالية للتاريخ, و يجب ألا يكون تحديد مواقفنا تجاه الآخرين مبنياً بالأساس على قراءة أحداث تاريخية معينة, و هنا يجب أن أطرح أمثلة معكوسة للأمثلة الأولى كى تتضح الفكرة أكثر:
المثل الأول هو فى التعامل مع الغرب, إذا وقعنا فى إسار التاريخ, حينها سنرفض كل ما يأتينا من الغرب, فلم نر منه عبر تاريخنا إلا الإستعمار و القتل و النهب و نشر القيم الرديئة...الخ
لكن النظرة المتوازنة للأمور يجب أن تدفعنا الى عدم رفض الغرب ككل, و لا وضع كل الغربيين فى قالب واحد, فالغرب ليس شراً خالصاً, و كما أنه ملىء بالقيم الرديئة و الثقافات الفاسدة, فبه أيضاً التطور و العلم و كثير من الأشياء التى نستطيع أن نتعلمها, فنحن كبشر لا نستطيع أن نعيش فى جزر منعزلة, لقد خلقنا الله أمما مختلفة (لنتعارف), و هذا هو التكامل الإنسانى بين البشر, فكل منا فى حاجة للآخر.
يعنى دولة مثل فرنسا مثلاً, دولة أوروبية متقدمة فى مجالات عدة, ترى من بنى جلدتنا من يغرق فى الإعجاب بها لدرجة التقديس, و يصفها بمنارة الحرية و شعاع الثقافة و الفن.
لكننا فى الوقت ذاته يجب ألا ننسى أن فرنسا هذه كانت المصدر الرئيس لحشد المتطوعين فى الجيوش الصليبية(لاحظ أن لفظة الفرنجة مشتقة من كلمة الفرنك أى الشعب الفرنسى),و لا يجب أن ننسى فى الوقت ذاته ما فعلوه فى بلادنا و دخولهم الأزهر بخيولهم, أو ما فعلوه فى الجزائر و فى كافة البلاد التى استعمروها.
كل هذا لا يمنع الاستفادة من العلوم و الآداب, و الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدت, و قد كان للبعثات التى أرسلها محمد على دوراً مهماً فى بناء الدولة المصرية الحديثة.
من 10 سنوات,احتفل بعض مثقفينا و على رأسهم وزير الثقافة بمرور 200 عام على قدوم الحملة الفرنسية, مشيدين بدورها (التنويرى)و أنها أدخلت المطبعة لمصر, و صدق من قال:ما قيمة المطبعة يجرها المدفع!! حقاً هذا هو الوجه الآخر للعملة, فكما أرفض الوقوع فى إسار التاريخ, أرفض كذلك نسيانه بالكلية, أو على الأقل إختزاله.

حسناً, و ماذا عن الشيعة؟ هل نضعهم جميعاً فى خانة العداء, و نقع أسرى للتاريخ مثلهم؟ أم يجب أن يكون عندنا نوع من التوازن فى الرؤية و تقدير لمصالح الأمة العليا؟
هل نتخذ موقفاً سياسياً معادياً لحزب الله فى لبنان حتى لو كانت حربه مع إسرائيل؟و هل نفرح لو ضرب الأمريكان إيران و ننسى أن هذه دولة تؤمن بأنه لا إله إلا الله؟
لا أقول أن ننسى التاريخ, لكن لا تجعله عقبة فى تعاملك معهم, تعامل بشكل عادى, و لكن كن على حذر, تذكر أن من هؤلاء خرج ابن العلقمى الذى باع بغداد للتتار, و منهم الصفويين الذين تحالفوا مع النصارى لضرب الدولة العثمانية, و منهم من يتعاون مع الأمريكان فى العراق حالياً.
الخلاصة:عندما تتعامل مع الآخر,كن متوازناً, لا تنس التاريخ و كأن شيئاً لم يكن, فما تم بالأمس قد يحدث اليوم أو غداً, لكن فى الوقت ذاته, لا تدع هذا التاريخ عائقاً يمنك من التواصل مع الآخرين, و الإستفادة منهم.
لا تدر وجهك بعيداً و ترفض الآخر ككل, و لا تنس نفسك و ماضيك فتقبله ككل, خذ منه ما ينفعك, و ميز الذى يضرك و اطرحه بعيداً, تعامل بطريقة طبيعية, و لكن بعقل, و حذر.

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقةً اعجبني جداً هذا الطرح الجديد للتاريخ من منظور أحد شباب هذا الجيل،
وهذا يدل على تعمق في القراءة للخروج بهذه النتيجة
وهذا قليل مانجده يلقى بالاً لدى شباب اليوم.
تاريخ اليوم يحتاج إلى من يقرؤه قراءة متأنية وعميقة، وخاصةً مع تكالب الأحداث وتواترها السريع.
ماذكرته عن الشيعة ووقوعهم أسرى للتاريخ،أراه من منظار آخر
هو استغلال له لتحقيق مايسمى ب"المظلومية" والناس بطبعها تتعاطف مع هذا " المظلوم" الواقع عليه الجور منذ 1300 عام
تماماً كما هو الحاصل مع اليهود واستغلالهم لما يسمى ب " المحرقة"
ونفس الشيء يتم عمله من قبل الإخوة الكرد واستغلال "مذبحة حلبجة"
وكل هذا يخدم شعار: " فرق تسد" ودق الإسفين بين مكونات اابلد الواحد ن بل المدينة الواحدة.
لك التحية مجدداً

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أختى الكريمة مزنة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الحمد لله أن الطرح أعجبك,و الحقيقة أن التاريخ يحتاج منا لعناية خاصة عند دراسته و قراءته,فهو مكون أساسى من مكونات الهوية,و عامل رئيسى فى كثير من الأحيان فى تشكيل المواقف,إذا أحسنا دراسته و استفدنا من دروسه.
أتعلمين,كنت أفكر فى الكتابة فى هذا الموضوع منذ فترة,و حددت عددا من الأمثلة فى ذهنى,و من ضمنها اليهود,لكن عند كتابة المقال نسيت ذكر اليهود تماما مع كونهم أحد أبرز النماذج الواقعة فى إسار التاريخ,و شخصية اليهودى شخصية مركبة و تحمل فى داخلها مئات الأعوام من التعرض للتمييز و الإضطهاد فى بلاد الغرب,و هم بدورهم يحولون هذا الى وسيلة لإبتزاز العالم,شىء قريب من فكرة مظلومية الشيعة و إن إختلفت النتائج.
يحلو للكثير أن يركز على حادثة تاريخية بعينها,و يملأ الدنيا صراخا حولها,لتحقيق مآرب خاصة,رغم أنه بدوره قد يغفل مخازى ارتكبها هو بنفسه,اختزال يؤدى لكثير من التناقض و التحريف.
نسأل الله أن يوفقنا للإستفادة من دروس و عبر التاريخ, و أن يحفظ بلادنا.
خالص التحية لكى أختى,بارك الله فى عمرك و صحتك و فتح عليك,و جزاك الله خيرا لمرورك الكريم.

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

عودة الي مقالات حضرتك الدسمة

اولا مناقشة نقطة من اهم النقاط اهمية و هي علاقة الانسان بتاريخة ... وكلام حضرتك هنا واقعي جدا , لان النبرة العلمانية الغربية الان هي ان يكون الانسان موضوعي و حيادي تجاه كل المؤثرات التي تؤثر علي الانسان ... و هذا في حد ذاته خطأ كبير ... و غير واقعي , و كلامك هذا يدلل علي هذا الخطأ بشكل تجريبي

و لطن اسمح لي ان اشير ايضا الي ان الانسان الغربي - مثله مثل الانسان العربي - من ناحية ان الاغلبية تستوعب كل ما يقدم اليها و قليلا ما تفنده و حتي و ان برزت الصورة الحقيقية للمسلمين علي عكس ما هو مروج عنها في الغرب يكون هذا التصحيح علي مستوي افراد و لكنه لم يرقي الي التعامل الجماهيري معه و بالتالي تظل اغلب القناعات كما هي

الانسان اسير للتاريخ بشكل قد لا يتصوره هو و لكن عد لا يبدوا هذا جليا الان لان القشرة الخاريج للجميع اصبحت متشابه الي حد كبير , و لكن يظهر هذا التأثر عند اول محك حقيقي للشعوب


اما عن اثارتك لنقط الشيعة فاحييك بشده عليها لانك تجلي حقيقة بسيطة غائبة عن الغلب البسيط من الناس المبهورين بحسن نصر الله و ما فعله بالعدو الصهيوني ... و ينسون انه قد يجمعنا الهدف في التغلب علي هذا العدو و لكنهم ينسون اننا و هو - اي السنة و الشيعة - لنا اجيندات مختلةف تماما و اليات و اهداف مختلفة حتي ان تلاقينا في المنتصف ... و هو نموذج رائع و موفق للوقوع في اسر التاريخ


اما لب الامر الذي اشرت اليه في اننا لابد ان نوازن فلا نقع في اسر التاريخ ولا نختزله او ننساه برمته ... ففعلا هذان الشقان غالبا ما سلم منهما المرء عن متابعتة لاي واقعة و تجد تناول البعض لجء من التاريخ اما اعجاب منقطع النظير او مقت و كره ايضا منقطع النظير

خالص التحية لهذا المقال الذي يطرح قضية مهمة فعلا

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

أخي الكريم ..

رائعة مقالتك هذه .. تسلسل أفكار تجعل القارئ لا يمل من مواصلة الاستزادة .

لم يكن تعليقي هذا من باب المداخلة ولكن من باب التعرف على هذه المدونة التي قادتنا إليها محاسن الصدف .. سأظل بإذن الله متابعا لمقالاتك الممتازة و اتمنى أن يتسع الوقت ..
تقبل مني خالص التحية و التقدير

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أختى الكريمة شمس
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فى (حضرتك) :)
كما قلتى فى بداية تعليقك,أن النبرة العلمانية الغربية تدعى أن الإنسان يجب أن يكون محايدا, و هو شىء غير منطقى,لا يستطيع أى انسان أن يكون له موقف سلبى أو حيادى تجاه أى قضية,إلا فى حالة واحدة,و هى ألا يكون عنده علم بهذه القضية, لكن بمجرد أن يطلع عليها,لابد أن ينحاز الى موقف معين فى نهاية الأمر.
لا وجود لهذه الحيادية,و لا وجود لام يسمى بالإعلام المحايد,كل إنسان له موقف و مبدأ مهما كان,و لكن يتفاوت الناس فى إظهار هذا.
إن الوقوع فى إسار التاريخ شىء قد يظل على الدوام فى العقل الباطن و اللا شعور الإنسانى, و لكنه يترجم فى الواقع برد فعل الانسان تجاه الآخر,و كيف يتعامل معه,و هنا نصل لمربط الفرس الذى نتفق عليه,و هو التوازن,إنه ما نحتاجه عند التعاطى مع مختلف القضايا و ليست هذه القضية فقط, فبدون وجود التوازن نتحول الى التطرف فى التعامل مع الأمور, و التطرف يؤدى لمزيد من التطرف, و فى النهاية نسير فى طريق كله أخطاء.
أما بخصوص الشيعة, فبإذن الله سأسعى لكتابة مقالات عنهم و عن نشاطهم بمنطقتنا و بلدنا, و أسأل الله أن يعيننى على عرض القضية بأسلوب (متوازن)دون أن أقع بدورى فى إسار التاريخ:)
خالص التحية لمرورك الكريم أختى الكريمة:)

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الفاضل بسام الكثيرى
جزاك الله خيرا على إطرائك الجميل, و أسألك الدعاء أن يجعل الله هذا الكلام نافعا لمن يقرأه,و فى ميزان حسنات من يكتبه.
و إنى اشكر الصدف التى قادتك لمدونتى المتواضعة, أتشرف بالتعرف عليك أخا فى الله,و تقبل منى خالص التحية, و جزاك الله كل الخير.

غير معرف يقول...

السلام عليكم ..

نعم ..
وليس هذا الأسر على مستوى الأحداث العامة فقط .. بل أيضا على مستوى الأحداث الشخصية لكل فرد ..

وسواء على المستوى العام كـ الشيعة والمجتمعات الأوربية .. أو على المستوى الفردي .. فمن الخطير جدا أن تتوقف حياتنا عند لحظة معينة ولا نرى غيرها .. , وإن كنا نجد أحيانا السلاسل التي تجذبنا نحوها قوية جدا .. فـ تحطيم تلك السلاسل في أحيان أخرى يكون فيه وضوح للكثير من الأحداث التالية .. ووضوح للرؤية .. ومن ثم انطلاق ...


,
فقط أسجل حضوري في هذه المدونة المميزة .. , من المتابعين دوما بإذن الله .. وقد أزعجكم بالمزيد من التعليقات في مواضيع قديمة سـ أستكشفها وأتعلم منها المزيد بإذن الله ...

وفقك الله لما يحبه ويرضاه .. , وبارك الله لك وفيك للأمّة ...

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

الفاضلة /الجدة بدر
أتفق معك فى أن هذا المبدأ يمكن النزول به من العام الى الخاص, بحيث يتناول العلاقات الشخصية للأفراد, و عموما فإن أغلب النظريات التى تتعلق بالأمم و الحضارات يمكن النزول بها درجة فدرجة وصولا الى الفرد الواحد.
و المصطلح الجميل الذى استخدمتيه(تحطيم السلاسل) هو ما يجب أن نسعى اليه جميعا, ليس للخروج من أسر التاريخ فقط, فنحن أسرى لأشياء أخرى كثيرة, ثقافات خاطئة و عادات سيئة,و لكى نتقدم للأمام نحتاج لأن نحطم هذه القيود.
نورتى مدونتى المتواضعة اختى الفاضلة, و سأكون فى غاية السعادة كلما أثريتى أحد مقالاتى بتعليقك, و جزاكى الله كل الخير على الدعاء, لا حرمنى الله من دعائك و نصحك.
خالص تحياتى