الأربعاء، 13 أغسطس 2008

عن الانتماء أتحدث



من فترة طويلة و أنا أريد أن أكتب عن هذا المعنى الهام الذى أصبحنا نفتقده بشكل كبير بين شبابنا فى الوقت الحاضر
عن الإنتماء أتحدث
و لعل الكثير منكم قد طالع مقال الصحافى الشهير الأستاذ مجدى الجلاد بعنوان:قضية أمن قومى
فى هذا المقال, قص علينا كاتبه قصة جلوسه مع 3 شباب خريجين, قصوا عليه واقعهم الأليم الممزق بين البطالة و العمل بوظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم و فى الوقت ذاته لا يجدون من وراءها ما يحفظ كرامتهم أو يسد رمقهم.
و كانت الشىء المحزن هو هذا السؤال الذى طرحه أحدهم: إذا هاجمتنا إسرائيل و إحتلت سيناء مرة أخرى,هل ستذهبون للقتال؟
فكانت الإجابة من الشابين الآخرين بالنفى!!
و ملخص أسباب الأول: أن المرء يدافع عن أرض وطن يشعر دائماً أنه وطنه.. أرض يؤمن من الداخل أنها أرضه.. بلد يمنحه الدفء والأمن والأمان.. حكومة تحقق العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع .
و قال الثانى:عايز أسألك: إزاي الواحد منا يخاف علي وطن يأكل أبناءه.. وطن خطفه ١٠٠ شخص، وأصبحوا يمتلكون ثرواته، فكيف نحارب نحن لتحرير أرضه، بينما الوطن وطنهم والأرض أرضهم.. ليذهبوا هم للدفاع عن الأرض، وليتركونا نحن في العيشة الهباب.
و هنا قد ينقسم الناس الى فريقين, فريق يؤيد كلام الشابين على طول الخط, بل و يزيد عليه و يقص علينا من وقائع الفساد و طبائع الإستبداد ما يجعل الدنيا كلها ظلاماً فى أعيننا, و خلاصة رأى هذا الفريق أنه:ليس هناك من فائدة, فلنترك هذا البلد و نرحل!!!
أما الفريق الثانى, فسيسارع إلى إبداء الإندهاش الشديد من الرأى الأول, و ربما سيتهم هؤلاء الشباب-بل و الجيل بأكمله-بضعف الإنتماء, إتهام سريع دون مراعاة الأسباب التى أدت لهذا البلاء, و بعض أفراد هذا الفريق يكون رد فعلهم على الجهة الأخرى تماماً من الفريق الأول, فيسعى إلى تجميل الصورة و يتحدث كأن كل شىء تمام و الحياة لونها(بمبى), و أن الشباب كسول و متعجل و غير صبور....الخ.
و طبيعى أن يكون رد الفعل هذا مصحوباً برد فعل مقابل أكثر تطرفاً من الفريق الأول, فتخيل أنك فى قمة غضبك و سخطك لم تجد من يسعى لإمتصاص هذا الغضب و مناقشة الأمور بعقلانية, بل على العكس تجد من يهاجمك و يتهمك بأنك أنت السبب؟!!و هكذا ندخل فى دوامة لا آخر لها.
و لذا أعلن أنى لست مع الطرف الأول و لا الطرف الثانى على الإطلاق, و إذا جاز لى ذلك فإنى فى منزلة بين المنزلتين.
و طبيعى و أنا أنتمى لهذا الجيل من الشباب أن أكون متفهماً لوجهة نظرهم مهما اختلفت معها, و لأن الوضع لم يعد يقتصر على الشباب فقط, بل إننا نسمع هذه النغمة من شرائح عمرية مختلفة بدءاً من الأطفال!!وصولاً إلى كبار السن.
لأن الوضع صار هكذا, فعندها يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً:
كيف أستطيع أن أغرس الإنتماء فى قلب شاب, و هو لا يجد عملاً محترماً يستطيع به أن يصرف على نفسه, بله أن يفتح بيتاً؟
كيف أستطيع أن أتكلم مع شاب عن حب الوطن و هو لم يجد من الوطن نفسه حباً متبادلاً؟
كيف أستطيع أن أتكلم مع شاب عن مصر, و هو لا يعرف من هى مصر أساساً؟
نعم,ألا تدركون أن هذا قد يكون أحد جوانب المشكلة, أننا لا نعرف ما هى مصر, و لا قيمة مصر؟
لا تتعجبوا, فمصر التى نعيش فيها ليست هى مصر التى كانت و التى يجب أن تكون.
مصر ليست الفساد, مصر ليست الزحام و التلوث, مصر ليست البطالة, و مصر ليست القذارة.
مصر ليست الفقر, مصر ليست الجهل, مصر ليست الهزيمة, مصر ليست اليأس و الاحباط.
مصر ليست العبارة, مصر ليست أجريوم, مصر ليست هايدلينا, و مصر ليست بنك القاهرة.
إذا أردت أن أعدد صور الفساد و الخزى فى عصرنا هذا سأملأ سطوراً كثيرة, لكن ليس هذا هو ما أريد.
أريد أن نعى جيداً ما هى مصر
و إذا لمسنا حقيقة الوطن العظيم الذى ننتمى اليه, و إذا عرفنا قيمته, ربما ساعتها سنشعر بالإنتماء اليه, بالرغم من كل الظروف و السلبيات الموجودة.
ليس دور هذا المقال أن يسرد جوانب العظمة فى مصر و تاريخها
لكنى أريد أن أناقش معكم فكرة معينة
إننا كمسلمين نرى بوضوح مدى المهانة و الهوان التى وصل اليها حالنا, فالأمم قد تكالبت علينا, و بلادنا ترزح تحت دكتاتوريات لا ترقب فينا إلاً و لا ذمة, و بلادنا ما زالت أسيرة لقوى الاستعمار الغربى, بعضها بالأسلوب الكلاسيكى للإستعمار كما هو حادث فى أفغانستان و العراق, و البقية أسيرة للاستعمار الإقتصادى و الغزو الثقافى.
و السؤال هنا: فى ظل كل هذا الهوان والضعف, هل يكون الحل هو أن نترك الإسلام؟!!
هل يجوز ألا نشعر بالإنتماء لهذا الدين العظيم, و نفكر بدلاً من ذلك فى أديان و مذاهب الأمم الأخرى المتغلبة علينا؟
بالطبع لا, و بالقطع ألف لا.
العيب ليس فى هذا الدين, و لكن العيب فى الكثير من المنتمين اليه.
و ما وصل حالنا لهذا الا لأننا ابتغينا العزة فى غير ديننا,فأذلنا الله, و حدنا عن طريق النور, فكان من الطبيعى أن نتخبط فى الظلمات.
لكن مع كل هذا, فإن بوادر الصحوة التى بدأت من سنوات, و التى تتسع أفقياً رغم الضغوط الداخلية و الخارجية, تعطى الأمل, بل الكثير من الأمل, و تجعلنا نوقن أن المستقبل لهذا الدين.
نعود لموضوعنا, الإنتماء لمصر
و اسمحوا لى أن أقيس على المبدأ السابق, و خلاصة قولى هنا هى أن العيب ليس فى هذا البلد, العيب ليس فى مصر, و لكن فى بعض المحسوبين على هذا الوطن, و هو منهم براء.
إننا نشعر بالكثير من السخط على هؤلاء الذين اختطفوا الوطن منا, و سرقوا ثرواتنا, و بددوا أموالنا, و باعوا أرضنا.
لكننا لضعفنا-أو بالأحرى لأننا نظن أننا ضعفاء-و نرى أننا غير قادرين على هؤلاء, فإننا نختزل الوطن فيهم, و نصب جام غضبنا عليه.
لكن مصر العظيمة أكبر و أعظم من أن تختزل فى صورة شخص أو عصابة.
مصر هى الوطن الذى ولدنا فيه, و ولد فيه آباؤنا, شئنا أم أبينا.
مصر هى الأرض التى حملت لواء الدفاع عن الاسلام فى عصور مختلفه, و كان لأبنائها شرف الانتصار على الصليبيين و التتار فى غير موقعة, حفظوا بها الاسلام و دياره.

مصر هى البلد الذى أنقذ الشرق الأوسط من المجاعة فى زمن يوسف عليه السلام, و أنقذ الجزيرة العربية فى عام الرمادة.

مصر هى البلد التى كان لها شرف كسوة الكعبة المشرفة كل عام.

مصر هى بلد الأزهر الذى حفظ الإسلام بعلمائه, و الذى خرج أشهر المقرئين, حتى قيل إن القرآن نزل فى مكة, و تلى فى مصر.

مصر هى البلد الذى احتضن الآلاف عبر العصور, و وجدوا فيه الأمن و الأمان.
أعلم جيداً أن هذا التاريخ المجيد لن يوفر شقة لشاب يريد الزواج, أو يوجد فرصة عمل لعاطل.
لكن الذى أدعو اليه, ألا تجعلنا الظروف السيئة نكره بلدنا, نكره مصر و نتبرأ من الانتماء اليها.
و لو كانت الظروف السيئة مبرراً لكى يتخلى الإنسان عن وطنه و يبغضه, لكان لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه كل الحق فى أن يكرهوا مكة.
نعم, لقد ذاقوا فيها صنوف العذاب و الاضطهاد و الإهانة, و حاول المشركون قتل رسول الله, و مع هذا فإنه فى أول طريق الهجرة نظر اليها و قال أنها أحب البلاد اليه, و لولا أن أهلها أخرجوه منها ما خرج.
و كم من أمة مرت بظروف سيئة و صعبة, فما كانت النتيجة أن تخلى أبناء هذه الأمم عن أوطانهم أو تبرأوا منها, و ليس هناك من داع أن أتكلم عن تواريخ أمم أخرى, فتاريخنا نفسه شاهد على هذا.
عصر الانحطاط الذى نعيش فيه ليس بأول عصر تمر به مصر, الأمم عموماً تمر بدورات من الازدهار و الانحطاط, انه منحنى طبيعى يمكن تطبيقه على كل شىء, بما فيه الإنسان نفسه, و الأمم بدورها تشهد أيام عز تكون فيها فى القمة, و أدوار إنحطاط تكون فيها فى القاع.
لكن عندما تصل الأمة لأدنى مستوياتها, يبرز نفر من الناس, تملأ نفوسهم الرغبة فى التغيير, و كلهم إيمان و تفاؤل و ثقة بأن دوام الحال من المحال,فتلك سنة الحياة.
هؤلاء النفر المصلحون يعملون على الصعود بالمنحنى الى أعلى, يعملون على إعادة تصحيح الأوضاع, و النهوض بالأمة و إعادتها الى دورها الطبيعى.
فى عصر الفراعنة دخلنا فى دور إنحطاط إنتهى بغزو الهكسوس لبلادنا, حتى حرر أحمس البلاد منهم.
و فى عهد الدولة الإسلامية, إحتل الصليبيون أجزاء من أرضنا, فكان لصلاح الدين شرف إعادة بيت المقدس لنا.
ثم جاء عصر انحطاط آخر غزا فيه التتار بلادنا, حتى قيض الله لهم قطز و بيبرس.
و جاء عصر إنحطاط إنتهى بدولة حديثة أسسها محمد على باشا.
و الأمثلة كثيرة جداً, لأنها دورات من قبيل الحتمية التاريخية, و لو خلت الأمم من النفر المصلحين المجددين, لماتت تلك الأمم و انقرضت الى الأبد.
هذا ما يريده أعداؤنا لمصر, فهل نحقق لهم ما يريدون؟
إننا إذ ندافع عن مصر, فإننا ندافع عن أرضنا, عن أهلنا, عن أنفسنا, و عن أبنائنا, و لسنا ندافع عن نفر من المنتفعين و الفاسدين.

إننا ندافع عن بعض القيم الجميلة الموجودة فى شعبنا, ندافع عن الشهامة و الرجولة و الجدعنة, حتى لو كانت هذه القيم فى إنحسار فإنها لم تنقرض و لن تنقرض بإذن الله.
و واجب على كل من يحمل فى قلبه ذرة من التفاؤل و الأمل, أن يبث روح الأمل فى قلوب اليائسين, و ألا يستسلم لدعاوى اليأس و الإحباط و الإنهزامية, و أن يدرك مدى المسئولية الملقاة على عاتقه, لأنه لو استسلم هو للإحباط و تركك نفسه يقع فى براثن اليأس, فمن سيقف فى وجه هذا الطوفان, و ينتشل الشباب من بحار الإحباط؟

ربما سيعتبر الكثير هذا الكلام من قبيل الخطابة و الإنشاء, و أنه غير واقعى, لذا ألخص النتيجة التى أريد أن نصل اليها هنا:

نعم نحن فى عصر نمر فيه بظروف غاية فى السوء, و الذى لا يرى هذا فهو أعمى, و لا عجب أن يسعى الكثير من الشباب الى السفر لتحسين الحالة الإقتصادية, و أنا نفسى أحد هؤلاء, لكن ليس معنى كل هذا أن نكره وطننا, و أن نختزل كل الظروف السيئة و كل الفاسدين و المفسدين فى صورة الوطن, مصر أعظم من أن تختزل فى أى صورة, فلنعرف قيمة مصر جيداً, أعداؤنا عرفوا قيمتها فحاولوا غزوها عبر العصور و ما زالوا يضربونها بمعاولهم ليخربوها, فلا نكن عوناً لهم و نتركها لهم لقمة سائغة.

و يا ريت تقرأوا قصيدة على اسم مصر لصلاح جاهين

و قصيدة قالولى بتحب مصر قلت مش عارف لتميم البرغوثى

يمكن الشعر يكون له أثر أحسن من الكلام الناشف

هناك 20 تعليقًا:

باسم يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخى الحبيب محمد
هذه المرة تلمس جرحا فى جسد امتنا
اراه جرحا يزداد ما به بمرور الايام
و قد كان اثير من فترة على المجموعة البريدية .
يوم ان استطاعوا بعون منا ان يجعلونا نخلط بين قلة نسبت اسم مصر اليها و اغتصبت خيرها و عاثوا فسادا و الصقوا كل شئ بالوطن حينها اختلط الحابل بالنابل
فشب من شب يرى الفساد يرى الظلم يدوسنا يمحقنا فصار منا كافر بالوطن و بكل ما به و بكل ما يربطه به
ناسيا متناسيا الكثير و الكثير
صرنا من شدة ما بنا لا نرى الا تحت ارجلنا فقط محوا من ذاكرتنا و قلوبنا تاريخا باكمله
و عطّلوا فينا القدرة على الحلم بغد افضل يظلنا جميعا بخيره
كبلونا باصفاد الفساد و العجز و غيرها
و عدد كبير من هذه المفاتيح بيدنا نحن و لكنا لا نراه لاننا ننظر تحت اقدامنا فقط
زرعوا فينا اليأس و العجز
و رغم ما نراه من تخبط او تراجع فهو كما ذكرت منحنيات فى صعود و هبوط هكذا يراها كل متابع لتاريخ الامم و الشعوب


اموال الدنيا باسرها لا تشترى لنا وطنا و لا اهلا ان نحن فرطنا فيه فرطنا فى انفسنا فى كينونتنا
اى تراب سيضم رفاتنا اذا؟!؟

و لنعرف قيمة الوطن فلن اغيب كثيرا فى التاريخ
هاهم اليهود فلننظر اليهم و لنتمعنهم جيدا من الشتات الى قلب امتنا مباشرة ليجدوا لهم وطنا مزعوما
و لننظر لحال اخوتنا فى فلسطين دون وطن كيف حالهم !!


مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخى الحبيب باسم
نعم كما قلت,هو جرح, و أى جرح.
الحقيقة أنا كنت أكتب هذا المقال و مشاعر الحزن تتملكنى, مختلطة بمشاعر الغضب ممن أوصلونا لهذه النتيجة.
لقد جعلوا الانسان منا يدور فى دوامة لا تنتهى,بحيث لا يكون للمرء مجال للتفكير الا فى كيف سيوفر لأولاده قوت اليوم, يوما بيوم.
هذا إذا كان سعيد الحظ و نجح فى الزواج و تكوين اسرة اصلاً.
و لأ كثرة الضغط تولد الإنفجار, فإن هذا الإنفجار قد حدث لكن ليس فى الظالمين, و لكن فى الوطن نفسه, فصببنا عليها اللعنات, و كأنها السبب.
ما أتمناه هو أن نميز الأمور, و نضع أيادينا على الأسباب الحقيقية, و على من يفكر فى الهجرة أن يدرس جيدا البديل!!
نعم,أموال الدنيا كلها لا تشترى لنا وطنا كما ذكرت,و أحسنت بذكرك لمثل اليهود, فلننظر كيف صنعوا وطنا من لا شىء, أما نحن فعندنا وطن و لكن؟؟!!
ربنا يعيننا على إصلاح الحال, و يكون لنا دور فى التغيير.

غير معرف يقول...

اعجبت بما تقول. لكنه نفس ما نقوله منذ اكثر من اربعة عقود. فالتشخيص السليم هو بداية العلاج الصحيح. ارجو مراجعة بعض التبريرات مثلما قلت باننا مازلنا تحت تاثير الاستعمار. او اننا انقذناالمنطقة ايام يوسف من المجاعة. هذه التفسيرات هي ذاتها تبريرات السلطة الدكتاتورية او الدينية التي تتحكم فينا واوصلتنا لما نحن عايه. بمعني ان المعرفة الحقيقة وليس التضليل ضروري لمعرفة كيف نتخلص من آفاتنا التاريخية. سؤالي وانت مسلم مثلي تماما، هل الشارع المصري الذي يعج بالمشايخ والفقهاء والفتاوي والدين بكل صوره، هل هذا الشارع واقع تحت تاثير الاستعمار الغربي كما تقول ام تحت تاثير الثقافة العربية الاسلامية؟ لاحظ معي ان كل ما يتم ضخه في عقول الشباب بان الغرب كافر وملحد وصهيوني وصليبي ومنحل وفاسد، رغم غسيل الدماغ اليومي هذا فان الشباب يفضل المخاطرة بحياته عبر البحر والغرق. وفي نفس الوقت ليس لديه وعي او معرفة بكيفية اصلاح امر ذاته داخل وطنه. يمكننا البكاء علي ما هو حادث، لكن حتب لا يستمر البكاء علينا بالبحث عن اسباب ما يجري او ما جري والا نعيد انتاج تبريرات السلطات التي اوصلتنا الي ما نحن عليه. والا فاننا نصبح بديلا عنهم ونوفر طاقتهم التي يبذلونها لنكون متخلفين وجهلاء وفقراء كما نحن الان.

محمد البدري

طيف بدر يقول...

"هل هذا الشارع واقع تحت تاثير الاستعمار الغربي كما تقول ام تحت تاثير الثقافة العربية الاسلامية؟ "
الشارع المصري واقع تحت تأثير أليسا و تامر حسني و عماد متعب و "the bold and the beautiful" و أخيرا و ليس آخرا مسلسل "نور" ... هل يمكن أن نصنف كل ما سبق ذكره في إار الثقافة العربية الإسلامية ؟!! أتحداك بان تقوم باستطلاع على عينة من مائة شاب و فتاة و أن تجد نسبة مرضية تعرف ترتيب الخلفاء الراشدين منبعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم).
لماذا حتى الآن يصر البعض على إلصاق ما نحن فيه من تخلف و تراجع إلى الإسلام و الثقافة الإسلامية حتى لو تستروا وراء اتهام العلماء و الفقهاء بينما واضح للعيان ان الممسكين بمقاليد الأمور في مصر ( و هي هنا مثال على دولة في العالم الإسلامي) هم من العلمانيين و الذين لا شأن لهم بالإسلام بل و سيرهم الفاضحة من السرقة و الاختلاس و الجبروت تثير الغثيان.

طيف بدر يقول...

أعود الآن إلى صلب الموضوع الذي خطه أخي محمد بأنامله الشريفة ...

"ذوقوا مما عملت أيديكم ..." هذا هو لسان الحال ... ماذا كان يتوقع مجدي الجلاد جراء سياسات التغييب و التخدير التي يمارسها نظام الحزب المباركي ؟
ماذا كان يتخيل رد الشباب الذين نشأوا في بيئة إعلامية صورت لهم أن إسرائيل هي جارة الخير و أن العدو هو (حماس)؟ ماذا كان ينتظر من شباب وجدوا قدوتهم في مطرب أو لاعب كرة أو مسئول فاسد أو (عادل إمام)
إن ما تتكلم فيه يا محمد عن الدفاع عن الوطن حتى لو ساءت فيه الأحوال و الأوضاع لا يوجد إلا في عقيدة المسلمين التي تجعل المسلم يقاتل الباغي حتى أحد الحسنيين ... إما نصر يثلج صدور المؤمنين أو شهادة ترقى بصاحبها إلى جوار رب العالمين ... هذه هي عقيدة المسلم الذي يحب وطنه مقتفيا نهج نبيه الذي قال "و الله يا مكة إنك أحب بلاد الأرض لي و لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت "

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

الباشمهندس محمد البدرى
أولا مرحبا بك فى مدونتى المتواضعة
ثانيا:رغم اختلافنا فى الرأى لكنى أتفق معك فيما بدأت به كلامك,أننا نحتاج لتشخيص سليم لكى نصل لحل لمشاكلنا, لكن يا عزيزى أنا أختلف معك فى تشخيصك,و لعل اخى (طيف بدر) قد رد على النقطة التى تساءلت فيها :("هل هذا الشارع واقع تحت تاثير الاستعمار الغربي كما تقول ام تحت تاثير الثقافة العربية الاسلامية؟ ")
الثاقفة العربية الإسلامية لا تجد لها تطبيق صحيح فى مجتمعاتنا, و قمة الإجحاف أن نعزو تأخرنا الى الاسلام فى حين أننا لا نطبق منه الا القشور, و بصورة مشوهة.
أرجو أن تتابع مقالى السابق:الوقوع فى إسار التاريخ,لكى ترى وجهة نظرى فى التعاطى مع العرب و ثقافته, أنا لا أدعو الى نبذ الغرب كلية,نأخذ منه ما ينفعنا فنعم و اهلا و سهلا, لكن ليس معنى أنهم متقدمون و نحن متخلفون أن ننبهر بثقافتهم و ننبذ ثقافتنا.
فى رسالتك الأخيرة للمجموعة رد عليك عدد من المهندسين كان أفضل رد منهم للمهندس عبد الله السحار, قد تتفق أو تختلف معهم, لكن أرجو أن تكون هذه النقاط قد وصلتك.
أرجو ألا تختزل الإسلام فى صورة من يسيئون اليه بأفعالهم الغير عاقلة أو بتنطعهم أو بجهلهم, و أنت مسلم مثلى تماما كما ذكرت فى رسالتك.
أرجو أن تناقشنى إذا كان فى كلامى شىء غير منطقى, فأنا أرحب بالحوار دائماً, و مرحبا بك مرة أخرى

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الحبيب محمد(طيف بدر)
نعم كما قلت, ما يحدث الآن هو النتيجة لسنوات من القهر و الظلم و الفساد,الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة, ما لها من قرار,لقد نجحوا فى اخراج جيل ليس له جذور تشده لهذه الأرض, و أنا أفرق هنا بين من يصب جام غضبه على الوطن لكن من داخله حب شديد للوطن, و بين من وصل به الحال لكره البلد فعلا, و لا يشعر بأى رابط تجاهها.
ربنا يعيننا على فعل أى شىء لإصلاح هذا الحال.
و بالمناسبة يا محمد, ايه حكاية (أنامله الشريفة )دى؟ :) دنتا كمان شوية حتقول (أخى محمد :قدس سره D:)
بارك الله فيك يا محمد, و أشوفك على خير دائما

زهرة الجنة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل

تحية لك علي ما قدمت فأنت لمست بتدوينتك واقع يهرب الجميع منه ، قد يهربون خوفا أو قد يكون عجزاً

فمعظم الجيل تحول الي مغيبين او هاربين الي ايطاليا وفي ثواني معدودة يتحولون الي غارقي

الكل تناسي معني الأنتماء في ظل ظروف الفساد والفقر والبطالة والبحث عن رغيف عيش

لم يعد الكثير منا يتذكر الماضي ... يتذكر كيف كنا
ولم يعرف احد لماذا وصلنا الي هذا؟؟

قسوة الحياة من حولنا جعلت قلوبنا قاسية الا من رحم ربي

ولكن سيظل بداخلنا جزء ولو بسيط يحمل الحب لهذا البلد الذي عشنا فيه وسندفن فيه

جزيت خيرا كثيرا اخي علي ما قدمت
دمت بخير وسعادة

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أختى الفاضلة زهرة
نعم إنها قسوة الحياة, و الظروف المحيطة, و تراكمات من القهر من عقود هى التى أوصلتنا لهذا الحال.
لذا فإنى أتفهم أسباب كل من وصل به الحال الى هذه الدرجة, و حسبنا الله و نعم الوكيل فيمن أوصلونا لهذا الحال.
لعل الجميع قد رأى رد الفعل المباشر تجاه حرق مجلس الشورى, كان الشعور الأغلب هو الشماتة و التشفى,و من الناس من قال لى:مبروك!!
إنها فعلا قنبلة ستنفجر فى أى وقت, و سينقلب السحر على الساحر, و نسأل الله السلامة لبلادنا, أتمنى أن نفيق قبل فوات الأوان.
جزاكى الله خيرا و خالص التحية لمرورك الكريم.

مصطفى فتحي يقول...

السلام والرحمة والحب

جئت أشكرك لتشريفك لمدونتي
تقبل تحياتي واحترامي
:)

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

الأخ الفاضل مصطفى (أبو عيسى) :)
الشرف لى يا أخى
آنست و نورت

Ahmed Kamal يقول...

عزيزي موضوعات مدونتك عميقة و جميلة ، شعرت و أنا أتجول بينها برغبتي في قراءتها كلها ، و أحسست كأنني من اختارها :)

تحياتي لك و لفكرك و لاختياراتك

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الفاضل الكريم أحمد كمال
أشكرك حقاً على كلامك الجميل
و اسمح لى أى أعرب لك عن إعجابى العميق بأسلوبك و طريقة طرحك للأفكار, ليس هذا مجاملة أو رداً على إطرائك و ربنا يعلم.
أتمنى ألا تحرمنى من صائب رأيك و تعليقاتك الثرية, جزاك الله خيرا, و شرفت مدونتى المتواضعة :)

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

أخي الكريم / مسلم من مصر
يعجبني حديث حرفك وتسلسل أفكارك .. يُخيّل إليَّ بعد قراءة مقالك صورة للمواطن المصري ـ أو غيره من أفراد الأمة الإسلامية و العربية ـ الذي يشبه شجرة مغروسة في أرض ٍ طيبة ضاربة بجذورها بعمق ، ولكن تعصف بها رياح التغيير و زوابع الوقت لتنزعها من جذورها .
الوضع الاقتصادي له أثره كتلك الزوابع و الأعاصير و الرياح التي تريد اقتلاع تلك الشجرة . . وكل مطلع يعلم ما آلت لها الأمور و كيف أن الاقتصاد العالمي يرزح تحت ضغوط تغيير مناخية تكاد أن تكون أشبه بالمناخ المداري شديد التقلب .
فما هو الحل .. إذا كنا معرضين لعوامل التعرية و التغيير و الاقتلاع ..
جزء من الحل .. ذكرته في مقالك .. في مقامين :
ـ عدم اليأس و القنوط فلا بد من أن " يبرز نفر من الناس, تملأ نفوسهم الرغبة في التغيير, و كلهم إيمان و تفاؤل و ثقة بأن دوام الحال من المحال,فتلك سنة الحياة. "
ـ أن نتذكر مجد َ الأمة التي ننتمي لها ..
وإني اذكر هنا شيئا آخر هو الصبر و التواصي عليه ، فقد قال الله تعالى : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) فالصبر على الغربة أو الاغتراب التي يعيشها البعض في أوطانهم تخفف عنهم ما هم فيه و التواصي على الحق يخرجهم مما هم فيه ..
ومن التواصي على الحق أن نخرج من تمثيل دور المظلوم و الضحية .. فإني اذهب الى بعض ما قاله المعلق ( محمد البدري ) فلا يزال الكثير من الناس يتوقف عن العمل و إحداث التغيير بحجة أننا تحت سقف الاستعمار .. فيفقده ذلك الثقة و يذهب عنه موسم التغيير الى الأفضل و يظل حبيس فكرة واحدة .. أننا عاجزون و مستعمرون من قبل الغرب .
ناحية أخرى في الحديث .. نجد أن من يساهم في ضخ المزيد من الهواء الساخن في منطاد التضخم هو من يرفع مستوياته إلى أعلى فيختنق العامة بإنعدام الاكسجين .. فالتجار صنف لا يتواصى على الخير أو الصبر أو الحق ..
ومن يكلف الشباب بالمزيد من الطلبات و يلبسهم العجز و الخذلان عندما يسعون للعفاف .. هو من يزايد على سعر حصانة أمته .. فتنهار أمام المغريات و تتأكد الفتن في منابتها .. فأولياء الأمور يتحملون جزءً من هذا الوضع ..
لذا لو رأينا شموخ أي مبنى فإننا سنسأل عن أساساته و قاعدته فالشعب هم الأساس و التجار من مكونات الشعب .. لذا فالحديث عن فساد المسئولين الكبار فرع عن الحديث عن صلاح الأمة ؛ بمعنى أن عامة الأمة لو أصلحت حالها لتوالها الصلحاء الأخيار .. وخرجت من حالتها البائسة .
نسأل الله أن يصلح الأحوال و يوفقنا وإياكم لكل خير .

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الفاضل بسام
أوتعلم يا أخى,إن سورة العصر التى ذكرتها قد قال عنها الإمام الشافعى:لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة,لكفت.
فبرغن صغر السورة,إلا أنها تحوى معان عظيمة,و استقيت منها معنى الصبر.
إن التواصى بالصبر هو ما نحتاجه,سنصبر و نعمل فى آن واحد,لأن صبر بلا عمل هو مجرد سلبية.
أما التواصى بالحق,فأتفق معك فى أنه يجب الخروج من ربقة الخضوع لبعض الأفكار السلبية التى تعيق أى نهضة,هى قيودتمنع أى شعب من التحرك للأمام,القيود التى ترسخ الوهن و الهزيمة النفسية إزاء الغرب .
نعم نحن مستعمرين,لكن ماذا سنفعل ازاء هذا الاستعمار,نتخذه ذريعة للتاخر و نتكاسل و ننام,أم نعمل لتغيير هذا الوضع و استعادة دورنا الحقيقى,الدور المنوط بخير أمة أخرجت للناس.
سنصبر و نعمل,لا أعلم متى ستحين لحظة التغيير,و لا كيف ستأتى,لكن ما أعلمه أننا يجب أن نكون مستعدين لتحمل مسئولياتنا عند هذه اللحظة,و نعد انفسنا لها جيدا,و عسانا نكون من جنود الحق الذين يساهمون فى التغيير.
بارك الله فيك أخى بسام,و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال فى رمضان المبارك.
خالص تحياتى أخى الكريم:)

زهرة الجنة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وانت بخير أخي
رمضان كريم
أعده الله عليك وعلي سائر المسلمين بخير والبركة

دمت بخير وسعاده

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و أنتى بالصحة و السلامة أختى
الله أكرم
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
بارك الله فيكى

غير معرف يقول...

أختلف معك أخي مسلم
العيب في البلد. البلد هو ناسه وأهله. والعيب فينا أهل هذه البلد.
العيب في انهيار منظومة الأخلاق السائدة في المجتمع. والعيب في انهيار النظام القانوني في البلد. العيب في انهيار العلاقات الإنسانية في البلد.
بلد يرفض أن يحدد هويته ويهرب من ذاته. فهو يتنكر لإسلامه وعروبته وإفريقيته. لا يريد أن ينتمي إلى شيء فكيف ينتمي إليه شيء.
إنني أنتمي لبلدي بقدر ما أعطيها. وأغلبنا عاجز عن تقديم شيء لبلده، أو غير مدرك لقيمة ما يؤديه. إنني أنتمي لوطني بقدر ما أشعر بقيمتي فيه. والشباب لا يشعر بقيمته في بلده بسبب اختلال منظومة القيم.
ربما لم يعد باقيا إلا أن نحاول زرع الأمل في النفوس. وأن نذكر الناس أن قيمة الفرد ليست فيما يأخذ وإنما فيما يعطي. وأن قيمة الوطن في ما يأخذ لا في ما يعطي.

تحياتي

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الفاضل المحترم حسن
عندما يتكلم كل منا عن البلد سواء بالمدح أو الإنتقاد, فأحيانا نكتشف أن كل منا يعنى بالبلد شيئا مختلفا عن الاخر
فهناك من يعنى بالبلد:الأرض
و هناك من يسب البلد و هو يعنى الحكومة
و هناك من يتكلم عن البلد و هو يعنى:الناس,أهل هذا البلد.
و الذى أراه, هو أنه إن كان كل ما سبق معبرا عن شىء واحد,فإنه واجب علينا التمييز بين ما يستوجب اللعن منها, و ما يستحق منا الحب و الإعتزاز.
فى تعليقى على رؤية الشباب المحبط,كان اعتراضى على تحميل مصر,الأرض,الوطن,القيمة, أوزار و أفعال فئة تنتمى بالاسم لها.
قد يكون قدرنا أننا ولدنا عصر من عصور الانحطاط,و دور من أدوار السقوط فى تاريخ هذا البلد.
لكن كما قلت أنت,((ربما لم يعد باقيا إلا أن نحاول زرع الأمل في النفوس. وأن نذكر الناس أن قيمة الفرد ليست فيما يأخذ وإنما فيما يعطي. وأن قيمة الوطن في ما يأخذ لا في ما يعطي))
نعم,زرع الأمل هو ما نحتاجه,و لا أدعو لزرع الأمل الكاذب,أو التفاؤل الذى ليس له حدود أو أساس فى الواقع,هناك من يفتش عن الكئابة و الإحباط فى كل ركن,الى أن تصبح الصورة أمامه سوداء قاتمة,و هناك من يبحث فقط عن الصور التى ترضيه و لا يرى غيرها, و هذا رؤيته قاصرة,بل و كاذبة
الافراط فى التفاؤل خطأ مثله مثل الافراط فى التشاؤم,على الانسان أن يكون واقعيا و متوازنا, و على قدر ما يوجد فساد و مفسدين, فهناك نماذج مبشرة توحى أنه ما زال هناك أمل و خير فى أمة محمد.
كل ما أتمناه,ألا تنسحب كراهية المفسدين و الظالمين,الذين يجب أن نكرههم,الى الوطن.
جزاك الله خيرا أخى حسن على مرورك الكريم,و بجد نورتنى :)