الخميس، 24 فبراير 2011

مشاهد من الثورة المصرية-مقدمة


لم أكن أظن أنى سأشهد ثورة وطنى و أكتب هذه السطور.كنت أحاول أن أظل متمسكاً بالتفاؤل مع يقين و إيمان بأن دوام الحال من المحال.لكنى كنت كلما تلفت حولى و رأيت حال وطنى و أهل وطنى و من يحكم وطنى, كلما رأيت أن الطريق ما زال طويلاً.

و لا أظن أن أحداً ممن خرج يوم 25 يناير كان يتخيل أن عدد المشاركين سيكون بهذه الكثرة, و لا أن الأمر يعدو مظاهرات لا نعلم إن كانت ستحقق مطالبها أم لا.ربما كان هذا الظن فى عقول من دعوا للخروج من الأساس, بدليل المطالب و الهتافات الهزيلة المقترحة وقتها مثل:عيش ..حرية...عدالة إجتماعية.

لكن التفسير الوحيد لكل ما حدث هو قول الله تعالى ((و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى))

لقد قدر الله لهذه النبتة أن تكبر و تترعرع و تثمر, و قال لهذه الثورة كونى, فكانت.

نبتت هذه النبتة طوال عقود من العسف و الظلم و القمع و الفساد, و سقت بماء الذل و التعذيب و البغى, و تحولت النبتة لشجرة عظيمة تضم أبناء الوطن الحزين كلهم إلى أن نضجت الثمار فنزلت من تلقاء نفسها كالحجارة وابلاً على رؤوس الظلمة, و الحمد لله رب العالمين.

و ما أحاول كتابته هنا هو المشاهد التى رأيتها بعينى و سمعتها بأذنى-ممن لا أتهم- بمدينتى الإسكندرية منذ اليوم الأول للثورة مروراً بجمعة الغضب و الإنفلات الأمنى و المظاهرات اليومية المنطلقة من جامع القائد إبراهيم, و الفتنة التى أثارها خطاب مبارك الثانى ليقسم المصريين بين ثابت على موقفه و منقلب على الثوار, و ثبات الثوار على موقفهم رغم الضغط النفسى الذى واجهوه من بقية المجتمع إلى أن تخلى الطاغية مبارك عن منصبه.

و أنا أكتب هذه السطور و الثورة لم تنته بعد, ما زال أمامنا الكثير, و ما زالت الثورة معرضة لأخطار داخلية ممثلة فى الثورة المضادة من أذناب النظام و فلول الأجهزة الأمنية, و أخطار خارجية من كل عدو لمصر يخشى أن تستعيد مكانتها من جديد.

أكتب هذه السطور حتى يقرأها من يأتى بعدنا.

أكتب هذه السطور لمن لم يشهد أحداثها.

أكتب هذه السطور و أدعو كل من شارك بنفسه أو بلسانه أو بقلمه أن يكتب ما رآه حتى يكون كل ما كُتب مادة لمن يتصدى لتأريخ هذه الثورة, و حتى تكون الصورة أعم و أشمل.

أكتب هذه السطور علها تساعد أحد أهل الفن فى أن يجد من بعض مشاهدها ما يستحق أن يخلد فى عمل فنى.

و لكن النهاية مفتوحة, لأن السطر الأخير لم يُكتب بعد.

ليست هناك تعليقات: