الخميس، 18 أغسطس 2011

المجلس العسكرى



فى يوم جمعة الغضب عندما عدت لمنزلى و علمت بقرار نزول الجيش للشارع كان أول شعور لدى هو الضيق الشديد لأن قيادات هذا الجيش هم رجال مبارك و نزول الجيش هو حماية لنظام مبارك.و لأننا و إن كان تعاملنا مع الشرطة قد نتج عنه هذه الدماء و كل هؤلاء الشهداء. فهل سنستطيع مواجهة الجيش...المصرى؟

لم يكن هذا ناتج عن نظرة إختزالية تضع قيادات الجيش الفاسدة و أفراد الجيش العاديين مع بعض فى نفس السلة.لكن طبيعة الجيش و قواعد الضبط و الربط و إطاعة الأوامر هذا غير علمنا بمقدار الإفساد و التحطيم الجارى فى قواتنا المسلحة منذ سنوات بلغ أوجه فى عهد (المشير).كل هذا جعل التخوف و التشاؤم مقدماً على الفرح برؤية مدرعات الجيش.

لكن يبدو أن آخر لقطة يتذكر بها أغلب المصريين-ممن لم يدخلوا الجيش أو يحتكوا به-الجيش المصرى هو نصر أكتوبر بكل ما صاحبه من بطولات و تضحيات خالدة.هذا غير قمع الداخلية الذى جعل شعب مصر متلهفاً فيما يبدو للفارس النبيل الذى سينقذه.و من المفارقات أن الشعب أنقذ نفسه بنفسه ثم أتى بعد ذلك هذا الفارس و لكن على ظهر دبابة!!

كان تفاعلنا تلقائياً مع جنود و ضباط الجيش الشباب.كانوا يبتسمون فى وجوهنا و يردون على تحياتنا ببشاشة.كان الناس يقفون بجوارهم فى اللجان الشعبية و يسلمون إليهم من يقبضون عليه من أفراد الأمن الذين إستمروا فى خيانتهم لهذا الشعب العظيم.و تركوا الشباب يكتبون على مدرعاتهم عبارات تنادى بسقوط النظام ثم صارت الدبابة تعامل معاملة الحصان فى العيد يركب عليه الطفل و يأخذ لفة و يتصور عليه.

خرج شعار الجيش و الشعب إيد واحدة شعاراً متردداً فى البداية و كأنه تذكير للجيش بهذه الحقيقة و إحراجه أدبياً حتى لا يتورط فى قمع شعبه لصالح النظام الحاكم.و من هنا يجب أن نركز على فك الإرتباط و الصورة الإختزالية بين المجلس العسكرى و بين الجيش, لأنهما ليسا شيئاً واحداً.

لا نقول بالطبع أن كل أفراد الجيش ملائكة, فهم فى النهاية من نتاج هذا الشعب و كل واحد بيعمل بأصله كما نقول.هذا غير سنوات الإفساد التى ركزت على مبدأ (الولاء قبل الكفاءة) و التى ينتج عنها وضع الشخص الغير مناسب فى مراكز القيادة و الذى بدوره يقرب الفاسدين و يضطهد الصالحين.لكن كان الواضح أن الإتجاه العام لأفراد الجيش-و خصوصاً الرتب الصغيرة-هو عدم تنفيذ الأوامر إذا صدرت بضرب الشعب.و هذا ما حسم الأمر فى النهاية بتخلى المجلس العسكرى عن مبارك لأن تنفيذ أمر الضرب سيكون حكماً بالإعدام على المجلس نفسه.

صار المجلس العسكرى بطلاً فى أعين أغلب الناس.نسينا-أو بالأحرى تناسينا-ملفات الفساد و من الذى وضعهم فى أماكنهم و غفرنا كل هذا بتحية اللواء الفنجرى لأرواح الشهداء.ثم سماع الكلمات الهادئة للواء محمد العصار.

لكن المقدمات الخاطئة من الصعب أن تؤدى لنهايات صحيحة طالما لم يكن هناك توبة نصوحة تجب ما قبلها.و دعونا نفكر فى مقدمات هذا المجلس العسكرى و كيف وصل أعضاؤه لمراكزهم الرفيعة.

إن أى شاب يتوظف فى أى من مؤسسات الدولة أو الشركات التى تعمل بنظام حكومى أو شبه حكومى سيجد منظومة لا تختلف كثيراً عن منظومة الجيش: قيادة عليا مركزية مكونة من رئيس مجلس إدارة مستبد يدير المؤسسة بمعاونة أعضاء مجلس إدارة لا يختلفون عنه كثيراً و يتمتعون جميعاً بإمتيازات مالية ضخمة تجعلهم متشبثين بكراسيهم بأى وسيلة لذا فهذه المجالس فى حالة إنعقاد دائم لتنفيذ الأوامر العليا و التوجيهات السامية من النظام الحاكم.و طريقة وصولهم لهذه المناصب يتداخل فيها العلاقات الشخصية بالرياء و النفاق و الموالسة و حتى الرشوة.و الترقية تتطلب تقارير داخلية من داخل الشركة ليس بالضرورة أن تكون الكفاءة فيها هى المعيار الأول لأن الأهواء الشخصية لكاتب التقرير-مديرك-هى من تتحكم فى الأغلب.و بهذا قد تضطهد و تحرم مما تستحق لأنك مشاغب –من وجهة نظر مديرك-و لا تقدم له فروض الولاء و الطاعة و التبجيل و التقديس!! هذا غير تقارير خارجية-أمنية-غالباً من أمن الدولة, و يكفون ملفك نظيفاً إذا كان لا يحتوى على ما يشير أن لديك أى إستعداد للتمرد, أو قول كلمة لا.

و فى قاعدة الهرم طبقة عريضة من الموظفين و العمال الذين يقومون بالعمل الحقيقى و ينسب الفضل فى النهاية لغيرهم. ينسب الفضل للفراعين الذين يجلدون ظهورهم بالسياط.و يؤلمنى القول أن هذه المؤسسات-التى هى صورة مصغرة من مصر- لم تصل إليها الثورة حتى الآن.

طريقة وصول أعضاء المجلس العسكرى لمناصبهم-بما فيهم المشير-لا تختلف عن هذه الطريقة.و تعتمد فى الأساس على مبدأ الولاء قبل الكفاءة كما ذكرنا.هذا المبدأ الذى كان سبباً أساسياً فى الدمار الذى لحق بقواتنا المسلحة فى يونيو 67, لكن تباً لمن يعلى مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن.

و لأن هذه الطريقة تعنى إعتياد التزلف و الخضوع للسلطة الأعلى, فهى تعنى كذلك النفور من التغيير و كذلك بالطبع الإرتباط الوثيق بالنظام الحاكم لأن العلاقة متشابكة و البقاء مشروط.

و هذه الطريقة تفترض التفكير بعقلية معينة.عقلية قمعية مسيطرة متشككة رافضة للجديد متشبثة بالقديم تعلى مصلحتها فوق أى شىء.

كنا نتغافل عن كل هذا....و لم يكن لنا أن نتغافل.و صدق الشافعى حين قال: و عين الرضا عن كل عينٍ كليلةٌ....و لكن عين السخط تبدى المساويا.

لقد تصرف بعضنا و كأنه قد فوجىء للسماع بوجود تعذيب و إهانات لشباب و فتيات شاركوا فى الثورة.و أن هذا التعذيب تم بواسطة المخابرات الحربية و الشرطة العسكرية داخل السجن الحربى.و كأننا نسينا دور هذه الأجهزة سيئة السمعة فى عمليات القمع و التعذيب فى دولة المخابرات فى عهد عبد الناصر.و أن أمن الدولة هو الوريث الشرعى لها.


لقد تعامينا و تغافلنا على ممارسات مختلفة للمجلس من نفى لتعذيب الشرطة العسكرية للنشطاء و مسألة كشف العذرية التى تكلم عن فتح تحقيق فيها لم نره حتى اليوم.و فقد مصداقيته بالعديد من التصريحات الكاذبة إلى أن سمعنا اللواء الروينى يتفاخر بترويجه للشائعات فى ميدان التحرير!!!

إن الفيديو الذى ظهر للواء الروينى و هو يتجول بالقرب من ميدان التحرير و يتعامل بصلف و غرور مع الثوار و يحضهم على الرحيل و يثبط من معنوياتهم ثم يصرح فى النهاية بأن كل ما يحدث هو(زيطة) للضغط على الحكومة و أن الحكومة قوية و لن ترضخ لهذا, مثل هذا الكلام مع ما تلى من مواقف أثناء و بعد الثورة و حتى الآن يوضح لنا العقلية التى تحكمنا.وهى ليست خاصية متفردة للروينى و لا حالة فردية.فكلهم وصلوا لمناصبهم بنفس الوسيلة التى ذكرناها سابقاً.الفرق فقط فى الوجوه و الأساليب.

و اللواء إسماعيل عتمان قارب أنفه أن يصبح بطول أنف(بينوكيو) من كثر الكذب.

أما اللواء ممدوح شاهين....فحدث و لا حرج.

بإختصار...المجلس فقد مصداقيته...و أفعاله تسير فى طريق مختلف عن أقواله و وعوده.و مؤخراً بدأ يخلع قناع الود و بدأنا نرى وجهاً آخر أكثر صراحة. و رأينا سياسة التخوين و التحريض و التجاهل و الإستعلاء.

و المثل يقول (اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمى).و هناك من ما زال يصدق كل كلام المجلس و يفترض حسن النية فى كل شىء حتى لو خالفت الأقوال الأفعال و لربما إذا قيل له أن المجلس قرر تكريم الفنان كارلوس لاتوف على مجمل أعماله سيصدق هذا!!!يصدق لأن البديل الآخر أصعب بكثير.

من يصر على الإستمرار فى سياسة التعامى و تنزيه المجلس عن الشبهات سيستيقظ فى يوم يرى نفسه فيه وحيداً و سيقول ساعتها:أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.


ما الحل إذاً؟

طوال الفترة الماضية لم يكن المجلس العسكرى يتحرك إلا بضغط من الشارع. هذا الضغط يتمثل فى حشود ضخمة فى ميادين مصر المختلفة تتكون من أطياف مختلفة الإتجاهات لكن متحدة فى الهدف الذى نزلت من أجله, و يجمع بين الجميع إعلاء مصلحة مصر على المصالح الشخصية.

حين إختلت هذه المعادلة لم يعد للمظاهرات نفس القوة و لا نفس الزخم الشعبى, و فى ظل قلة الأعداد و التفرق يستطيع الذئب إقتناص الغنم القاصية الشاردة.

لا ندعو –فى الوقت الحالى-لثورة على المجلس العسكرى لأن البلد لا تزال بدون رأس و لا بديل للأسف.لكن ندعو للتوحد حول ما تبقى من مطالب حقيقية للثورة.و هذا التوحد هو الذى سيعيد المجلس العسكرى إلى حجمه.
أما التشرذم و التفرق فيسحب البساط أكثر فأكثر.و أكم من البسطاء ممن يؤيدون المجلس العسكرى و يرونه بطلاً و لا يريدون أكثر من الإستقرار.الإستقرار الذى ظل ورقة ضغط مبارك على الشعب, و المجلس يلاعبنا بنفس الورقة.

الجهود الموحدة يجب أن تتركز الآن على التأكيد على الإنتقال لحكومة مدنية منتخبة فى أسرع وقت.يجب الضغط على المجلس للحصول على جدول زمنى مناسب للإنتخابات البرلمانية و الرئاسية و لا مزيد من التأجيلات.

نحتاج للتوحد حول مطلب عدم تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية...فعارٌ على مصر بعد الثورة أن يُحاكم مبارك و أذنابه أمام القضاء العادى و يحاكم شباب الثورة أمام القضاء العسكرى.


نحتاج للتوحد حول قيمة الحق فى التعبير التى يريد المجلس أن ينتزعها منا و أن يعيدنا لما قبل الثورة.

نحتاج لعدم الدخول فى معارك جانبية و لا الإنسياق وراء مهاترات أو فخاخ.نحتاج للتركيز على الهدف المشترك فقط.

نحتاج للتعلم من أخطاء الحاضر.لا داع لتصعيدات غير مدروسة مثل غلق مجمع التحرير, و لا لتحركات غير محسوبة مثل العباسية.و يجب مراعاة لهجة الكلام و الألفاظ المستخدمة لأنها إما ستقرب أو ستفرق.

نحتاج للتعلم من أخطاء الماضى.دراسة ما حدث فى يوليو 52 توحى بأن السيناريوهات متقاربة. و التاريخ لا يعيد نفسه إلا فى حالة الأغبياء الذين لا يقرأونه أو يحسنون قرائته و إستخلاص العبر منه.

نريد أن نركز على ألا يحصل الجيش على إمتيازات و بنود خاصة أو وضع خاص فى الدولة الجديدة.البنود التى يسعى لإدخالها فيما يسمى(المواد الفوق دستورية) و عينه على النموذج التركى.و يا لها من إنتكاسة لو تم هذا.

إن الخيانة الحقيقية لهذا البلد ستكون بتحالف أى فصيل سياسى -أياً كان توجهه-مع الجيش فى شكل صفقة لتوسيع صلاحيات الجيش فى مقابل مكاسب سياسية ضيقة.و من يظن أنه بهذه الطريقة يحافظ على مدنية الدولة فقد أساء لكلمة مدنية أصلاً....لأنه بهذا قد جعلها:عسكرية.


و من المضحكات المبكيات أن نفس الساسة الفاشلين الذين نشأوا فى عهود الإستبداد و لم يتعودوا إلا على المعارضة المستأنسة, و لم يسعوا لتجاوز خلافاتهم و الإتحاد فى وجه الظلم.نفس هذه الوجوه الفاشلة هى التى ستفشل الثورة و تقضى على كل ما فعله الشباب لا لشىء إلا لأنهم ما زالوا لا يستطيعون التوحد و لا إعلاء مصلحة الوطن فوق مصالحهم الحزبية و الأيديولوجية الضيقة.

مصر فوق الجميع يا سادة. أفيقوا يرحمكم الله.

لا يزال لدينا بعض الوقت لكى نصلح.....لكن شعبنا لن ينتظرنا أكثر من هذا...كل يوم يمر بدون تغيير يدفع بسرعة فى إعادة تشكيل ماكينة الإستبداد و يولد قناعة للمواطن العادى أننا شعبٌ لا يصلح معه إلا الكرباج.و إذا سادت هذه القناعة, فقولوا على ثورتنا السلام.


هناك 3 تعليقات:

محمد نبيل يقول...

أخى الفاضل ..

أتفق معك تماماً فى الأتى :

1- أن التشرذم وتفرق الكلمة .. والتصعيدات غير المدروسة والتحركات غير المحسوبة وعدم مراعاة لهجة الكلام و الألفاظ المستخدمة, كلها تعطى الفرصة وتفسح الطريق أمام عودة التسلط والاسستبداد ( وهى بديهية تنطبق على أى حاكم وليس على المجلس الهسكرى فقط ).

2- أن المجلس العسكرى غالباً لا يتحرك إلا بضغط من الشارع وحشود ضخمة فى ميادين مصر المختلفة ( متحدة الهدف ).

3- ضرورة وضع جدول زمنى لإجراء الانتخابات الرئاسية ونقل مسؤوليات إدارة شؤون البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة.

4- أن ( معظم وليس كل ) قيادات مؤسسات الدولة فى عهد مبارك , كان يتم اختيارهم على أساس الولاء وليس معيار الكفاءة , وكان يتم التعامل معهم بسياسة ( إطعم الفم .. تستحى العين ).

5- أن الشعب هو الذى أنقذ نفسه بنفسه فقام بثورته.

ولكن دعنا أولاً نذكر أنفسنا بمنتهى الواقعية والموضوعية - وهو ما أشرت إليه فى بداية المقال - من أنه لو حدث وقام الجيش بتنفيذ السيناريو الذى كنا نخشاه فى البداية من قمعٍ للمتظاهرين لصالح النظام الحاكم , لتم وأد الثورة فى مهدها , أو لتغير مسارها على أقل تقدير.

حيث - كما ذكرت فى المقال - أن إطاعة الأوامر هى من طبيعة الجيش و قواعد الضبط والربط التى يتسم بها , فلو صدرت الأوامر لصغار الضباط لعمل أى شىء , لنفذه قطاع كبير منهم , فالعلاقة بين رتب الجيش المختلفة تقوم - فى الأغلب - على الطاعة المطلقة.

وهنا إن أردنا أن نصف حالة الجيش - أثناء الثورة - بدقة , نقول أنه وقف على الحياد وترقب ما ستسفر عنه الأحداث , ثم الانضمام إلى الطرف الرابح , وهو ما ظهر واضحاً من موقفه وسلوكه فى موقعة الحمل.

ولكن يمكننا أيضاً أن نقول أنه تأييد ضمنى - وليس علنى - للثورة إذا ما أخذنا فى الاعتبار سماحه للجمهور بالنزول إلى الشوارع والتظاهر بحرية - إلى حدٍ بعيد - رغم قرار حظر التجوال .. أى أنه رفض تنفيذ قرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ذلك الوقت ( حسنى مبارك ).

وقد توحد الجيش والشعب بالفعل فى تحقيق أحد أهداف الثورة , وهو القضاء على مشروع التوريث.

كما أود أن أقول أنه من الوارد والطبيعى أن تكون هناك أخطاءٌ بين الحين والآخر يقع فيها من يقوم بإدارة شؤون البلاد أياً كان ( بما فيهم رئيس الجمهورية الذى سننتخبه إن شاء الله ), مع الأخذ فى الاعتبار أن موقع الجيش الحالى فى السلطة هو وضعٌ حتمته ظروف وأحداث الثورة وتفاعلاتها , ولم يكن لنا - كشعب - أى دورٍ فى اختيار ذلك.

كما أود لفت النظر إلى أحد الأمور - التى أراها منطقية - وهى أنه لو كان الجيش طامعاً فى الاستيلاء على السلطة واعتلاء سدة الحكم .. لسهَّل المهمة على نفسه وفعلها منذ بداية الثورة , ولما ترك الشعب يعيش أجواء الحرية أو يحلم بحياةٍ ديمقراطيةٍ فى مستقبله .. يحياها الأن بكيانه كله .. ولم يعد حتى يتقبل فكرة التنازل عنها أبداً .. ولو بالدم.

وأحياناً أفكر فى أسباب مماطلة الجيش فى ترك السلطة , والتى قد يكون منها ضغوط خارجية لا نعلم أبعادها بشكلٍ أو بآخر.

ومن الممكن أن تكون بسسب خوف بعض قياداته من المحاكمة - بحسب تصريحات بعض قوى الثورة - وعدم وجود ضمان لمنع ذلك كما حدث مع مبارك وأعوانه.

وأؤكد مرةً أخرى على ضرورة وضع جدول زمنى لانتقال السلطة , لأن طول الفترة الانتقالية قد يسمح بظهور بعض المستجدات على الساحة السياسية - محلياً وإقليمياً _ وهو ما من شأنه أن تتغير معه المعادلة بالكلية.

وفى النهاية , ورغم كل شىء , ورغم كل أخطائه , فليس لدينا بديل عن المجلس العسكرى فى الوقت الراهن ..

لذا .. فلا بد من التفاوض أو التعامل معه بكل الوسائل المشروعة من أجل التوصل إلى حلولٍ لما يعانيه الوطن , بدلاً التشويه والتخوين والصراعات والمصادمات التى تؤخر مسيرتنا , فقط من أجل مصر.

محمد نبيل يقول...

تحيتى لك أخى الكريم , ولك كل التقدير على تحليلك الرائع.

أسأل الله أن يجنب بلدنا الحبيب مصر الفتن , ما ظهر منها وما بطن , وأن ينتهى الأمر بتاج العدالة والديمقراطية التى ثرنا من أجلها.

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

أخى الفاضل
يسعدنى إتفاقنا فى الرأى.و للأسف فإنه منذ كتابة هذا المقال و حتى اليوم فلم يتغير الوضع للأفضل على مستوى القوى السياسية و الأحزاب بل إنشغلوا فى فسخ تحالفات و عقد إتفاقات جديدة فى حين يترشح فلول الوطنى بكل بجاحة و يماطل المجلس فى إصدار قوانين العزل السياسى.
و ما زالت أسىء الظن بالمجلس العسكرى لكن ليس لنا من طريق غير التعامل معه و إستخدام وسيلة ضغطنا الوحيدة و هى التظاهرات الحاشدة التى لن يكون لها فاعلية إلا لو إتفقت الكلمة.و هو أمر صعب حالياً.
لكن لا يزال لدينا أمل
و الله المستعان
خالص تحياتى لمرورك الكريم