كل واحد بيحلم ببنت ذات مواصفات محددة لتكون شريكة حياته, و كل واحد له شروطه و أولوياته
هناك من لا يفكر إلا بالقشرة الخارجية المختزلة فى جمال الوجه, و طبيعة القوام, و لا ينكر أحد أن الجمال نعمة الهية, و ليس منا من لا يحب أن يصطبح كل يوم بوجه جميل, و ليس من قبيل (قصر الذيل)أن نردد أن الجمال الحقيقى هو جمال الروح, فرغم أن هذا صحيح, لكننا لا ننكر أهمية الجمال الخارجى, الفكرة فقط هى أن الجمال الخارجى لا يجب أن يكون فى مقدمة الصفات و الشروط التى نبحث عنها, بل على العكس, فى ذيلها.
عندما يحب الانسان, فإنه يرى ما يحبه أجمل شىء فى العالم, هكذا تنظر الأم لولدها, و الابن لأمه و أبيه, و المحب لمحبوبته, و العكس,و
كما يقول المثل الأجنبى : Beauty lies within the eyes of the beholder
إذاً, ليس الجمال هو الميزة الأولى
طيب ماذا بعد
حتى لا نتكلم كثيراً,نتذكر معاً حديث رسول الله (ص) : ((تنكح المرأة لأربع :لمالها, و جمالها, و حسبها و نسبها , و دينها, فاظفر بذات الدين تربت يداك)
طيب,لا داع للكلام عن الزواج من أجل المال, لأن هذا غير وارد بالمرة
طيب الحسب و النسب, يعنى الأصل و العائلة, أكيد أى واحد يتمنى أنه يتزوج من فتاة من أصل طيب, مش معنى كدة أنها سليلة باشوات, أو تجرى فى عروقها دماء زرقاء, لا أبداً, المهم أنها تكون من بيت طيب و بنت ناس طيبين و كويسين, و أب و أم أفاضل يكونوا أحسنوا تربيتها هى و أخواتها -الذين سيصيرون أخوال الأبناء-و يكونا قد غرسا فى أبنائهما الدين و الأخلاق الحميدة.
طيب النقطة الرابعة,الدين
هل الدين صلاة و صوم فقط؟
هل هو حجاب فقط؟
هل هو مجرد طقوس و مظاهر خارجية و بس؟
هل هو إسلام فقط؟ أم إسلام و إيمان؟
طبعاً لا يوجد منا من يستطيع أن ينصب نفسه قاضياً ليحكم على اسلام الناس و إيمانهم و مدى قوته و متانته, و ربنا يستر علينا احنا أصلاً.
لكن جدير بالذكر أيضاً, أن الاسلام يساء فهمه, اذا اختزلناه فى الطقوس الشكلية , و نسينا أنه منظومة متكاملة,تتكون من :عقيدة, و شريعة, و عبادات , و معاملات.
و نحن قد صرنا الآن نعانى من ضعف فى فهم العقيدة,الى جانب غياب للشريعة, يصاحبه قصور فى أداء العبادات,مع فصل تام بينها و بين المعاملات , أى الأخلاق.
يعنى مينفعش أكون مصلى و سليط اللسان, و صوام و منافق, و متصدق و متعال على الناس,و قوام للليل و متكاسل فى العمل , و قبل هذا , أن أكون مؤمناً و كذاباً.
طيب , هل منا من لا يعانى من بعض هذه العيوب؟
للأسف, فى ظل حالة الفصام التى نعيش فيها, فإننا نقوم بعمل مزيج مدهش-أو بالأحرى مريع-من العبادات مع الأخلاق السيئة, مما يسىء لإسلامنا أشد إساءة.
و احياناً نفعل هذا بدون وعى, لكن عندما ننتبه نتذكر و نستغفر الله و نحاول أن نصلح من أنفسنا, لكن هناك من يستمر فى هذا الخليط بشكل مثير للدهشة و الرثاء فى آن واحد.
ممكن الواحد يسرد أمثلة كثيرة تعبر عن حالة الفصام هذه
على سبيل المثال الزوجة التى تخاطب زوجها بشكل سىء , و تتشاجر معه و يعلو صوتها عليه لأسباب تافهة,و ربما تعزو بعضها الى الدين و هى ليست منه أو على الأقل ليست من الفروض و الواجبات, و تنسى أن الملائكة تلعنها حتى تصبح اذا نام زوجها و هو غير راض عنها.
و طالما أنى عرضت المثال السابق, فمن الضرورى أن أعرض مثالا للرجل الذى يوظف النصوص الدينية لصالحه و يستخدمها لإخضاع الزوجة, و هو فى الوقت ذاته لا يتورع عن إيذائها لفظياً أو بدنياً, فى تناقض رهيب بين ما يدعو اليه و ما يفعله, و كأن له حقوقاً فقط و ليست عليه واجبات.
لست فى مزاج يمكننى من ذكر أمثلة كثيرة, و كى لا أطيل, فبإختصار كما قلت من قبل, لا يصح أن أدعى التدين و أكون فى الوقت ذاته:سىء الخلق, متعالياً, مغروراً, مخادعاً, ضيق الأفق , و ..و كاذباً.
هذا ما أردت أن أذكره فى نقطة الدين .
و للحديث بقية
السبت، 19 أبريل 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق