السبت، 5 أبريل 2008

الاضراب

طبعاً مفيش مصرى يتعامل مع النت لم تصله على الأقل 10 رسائل على بريده الالكترونى من أشخاص مختلفين يتكلمون عن الاضراب.نعم,اضراب عام احتجاجاً على ارتفاع الأسعار,بالاضافة الى كل البلاوى المعتادة ,اضراب عام فى مصر كلها -من الاسكندرية الى أسوان-فى يوم الأحد 6 أبريل 2008.
الدعوة بدأت قبل هذا اليوم ب3 أسابيع تقريباً,لم أعرها اهتماماً فى البداية,لأنى وجدت معظم الرسائل تتكلم عن (جروب)على موقع FaceBook,و الذى أعتقد أنى الوحيد الذى لم يسجل حساباً شخصيا له فيه الى الآن , المهم,أحسست بأن الموضوع ليس جدياً, و خصوصاً أن الدعوة ليس بها أسماء أحزاب أو جماعات -مثل كفاية و الأخوان-مما يعنى أن الأمر ليس جدياً و مجرد حماسة,رغم تعاطفى معها و تفهمى لأسبابها بالطبع.
زاد من شعورى أننى -و أنا المغترب خارج مصر-وجدت أن أبى و أمى ليس عندهما فكرة عن الموضوع,و أنه فيما يبدو لا أحد يعرف عنه الا المتعاملون مع النت فقط.
لكن تطور الموضوع بصورة كبيرة,فالاضراب الذى بدأ بجروب على الفيس بوك تبين أنه انضم له ما يزيد عن 30ألف عضو(وصلوا الى أكثر من 70ألف حسب علمى وقت كتابة هذه السطور),و هذا عدد ليس بقليل بالنسبة للمتعاملين على النت بمصر, خصوصا اذا تخيلنا أن هناك أعدادا موازية ليس لها اشتراك على الفيس بوك,أو ليس مهتمة بتسجيل الموقف,و لكنها مع ذلك ستشارك فى الاضراب,أو على الأقل متعاطفة معه.
أيضا لا يجب أن ننسى أن كل هؤلاء لهم اسر و أصدقاء و معارف سيحاولون اقناعهم بالمشاركة معهم.
و الآن -و أنا أكتب عشية الاضراب-أجد أن هناك هيئات و أحزاب و جماعات تشارك فى الدعوة رسمياً له,و أن الدعوة تجاوزت البريد الالكترونى وصولا الى رسائل على الموبايل, و عربات تتجول فى بعض الأحياء تذيع هذه الدعوة بالميكروفونات-حسب ما قرأت على بعض المواقع-, و أن تجاهل الحكومة طوال الفترة الماضية للموضوع و عدم الكلام عنه فى وسائل الاعلام المرئية و المسموعة قد انتهى و صدر هذا التهديد من وزارة الداخلية المحذر للمصريين من الخروج و التظاهر, و وصف الداعين له ب(مروجى الشائعات المغرضة).
و هكذا تحول الأمر لدى الوزارة الى مجرد اشاعة مغرضة,و ستعمل مع ذلك على التعامل بحزم مع أصحابها,فكيف سيكون هذا التعامل يا ترى؟
هل سنشهد شيئاً شبيها بمظاهرات دعم القضاة التى جرت فى مايو 2006؟ ربما
هل سنشهد شيئا مماثلا ل18 و 19 يناير 1977؟لا أظن
هل هى بداية سلسلة مماثلة من الاجراءات؟ غالباُ, و هذا رهن بما سيحدث غداً من أحداث
أياً كان ما سيحدث,فإنى أسأل الله السلامة لكل الناس,و أسأل الله أن يحقن دماءنا,و أن يحرر بلدنا من الطغاة,و أن نتحرر من السلبية و الخوف.
و ربما يكون هذا درساً يوضح كيف أن مجموعة صغيرة من الشباب تستطيع أن تحدث فرقاُ,و تغييراُ, و حركة , فقط اذا تكاتفوا و آمنوا بما يفعلوا و لم يأبهوا لتثبيط الهمم من دعاة اليأس,و اذا ألقوا البذور فى الأرض المناسبة, فى الوقت المناسب.
لك الله يا مصر,و ربنا يستر
و إن غدا لناظره قريب

ليست هناك تعليقات: