الجمعة، 29 يناير 2010

مدينة البهائم

مدينة البهائم هو عنوان رواية للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندى, و ليس الغرض من هذا المقال هو عرض هذه الرواية لأنى أصلاً لم أقرأها بعد, و لكن الغرض هو مناقشة هذا المصطلح.
بدايةً-و قد يكون هذا من الغريب- فإن أول مرة انتبهت فيها لهذا المصطلح كان لدى مشاهدتى لفيلم السفارة فى العمارة, فى أحد المشاهد يحتفل عادل إمام بعيد ميلاده فيفاجأ بأسرة صديقته اليسارية تحضر لتهنئته و لتحتفل معه, و يهديه إبن عمها كتاباً هدية, فيقول له:ايه ده؟ فيجيب:مدينة البهائم, فيرد قائلاً:شكراً يا حبيبى كلك ذوق, و يلقى بالكتاب من النافذة!!
المهم, صرت أستخدم هذا المصطلح كلما وجدت أى من أصدقائى أو معارفى يتصرف تصرفاً يتسم بالغباء الشديد, أو كلما وجدت نفسى وسط مجموعة من البشر يتصرفون بغوغائية و بطريقة لا تستحق إلا أن توصف بأقل من كلمة (بهيمية).
كلما كنت أستخدم هذا المصطلح, كان أصدقائى يضحكون و يؤكدون على كلامى, ما أكثر المواقف الغبية التى كنت أراها فأعلق قائلاً بكل أسى:مدينة البهائم, فأجد من أمامى يضحك و يقول:آه و الله عندك حق, ثم يبدأ بدوره فى استخدام نفس المصطلح فى مواقف شبيهة, و ما أكثرها!!
المشكلة أن الأحداث و المواقف التى تستدعى استخدام هذا المصطلح قد باتت من الكثرة بحيث صار لدى المرء شعور قوى بأنه يعيش فى مدينة بهائم كبيرة, و أن من حوله بهائم يرتدون أقنعة بشرية, و بعضهم قد تمكنت منهم البهيمية بحيث تكاد ترى لهم ذيولاً, و تسمع لهم خواراً و(تنعيراً).
نعم, يدخل على أحدهم مكتبى فلا أسمعه يتكلم, بل أسمع له صوتاً كالبقرة(مووووووووه), فلا تملك إلا أن تصرفه بسرعة كى ترتاح من غبائه و حتى لا يضيع لك وقتك و يستهلك أعصابك.
و كى نشعر بمدى الكارثة التى نعيشها, فلنعرض بعض الأمثلة التى نعيشها كل يوم:
-عندما تركب مواصلة عاملة و تجد بجوارك من يشغل أغنية على تليفونه المحمول-و يا سلام لو كان من التليفونات الصينى ذات الصوت العالى-و تجده يشغل أغنية من أغانى طارق الشيخ أو بعرور, و يُسمع جميع الركاب رغماً عنهم, و عندما تطلب منه أن يخفض الصوت-لا أن يوقف الأغنية-ينظر لك و يسألك بغباء:هو كدة الصوت عالى؟!!
إذا مررت بهذا الموقف, فأنت فى مدينة البهائم.
-عندما تجلس فى مكان مغلق و تجد لافتة على الحائط مكتوب عليها (ممنوع التدخين), ثم تنظر يميناً و يساراً و تجد الكل يدخن بلا اكتراث, و اذا طلبت منهم بحزم أن يمتنعوا عن التدخين لأنه يضايقك و لأن هذا سلوك غير متحضر, تجد من يطفىء السيجارة و هو متضرر, آخر لا يتحرك إلا بعد شجار, و آخر يجادلك و يقول :إذا كان من حقك أن تشم هواءً نقياً فمن حقى أن أدخن!!
إذا مررت بهذا الموقف, فأنت فى مدينة البهائم.
-عندما تسير فى الشارع و تسمع ألفاظاً يندى لها الجبين, تجد أناساً مزاحهم الوحيد هو قلة الأدب و الشتائم, أما شجارهم فهو الضرب و سب الدين, و ما أكثر هذا و ما أكثر ذاك, من أقل شىء.
أنت ما زلت فى مدينة البهائم.
-عندما تُعرَض عليك تقارير أو بيانات كتبها شباب من جيلك, أو حتى أفراد أكبر منك, و تجدهم يخطئون فى التهجئة-ناهيك عن الأخطاء النحوية -و عندما تتناقش مع شاب و تجد معلوماته الجغرافية و التاريخية و السياسية و اللغوية و حتى الحسابية تحت مستوى الصفر, و لا أتكلم عن معلومات متخصصة لكن فقط ما تم دراسته فى المدرسة.
إذا إفتقدت كل هذا و لم تجد فى رأس محدثك إلا كرة قدم كبيرة مع كمية كبيرة من الأغانى و الكليبات و الأفلام, فتذكر أنك ما زلت فى مدينة البهائم.
-عندما يُحاكم قاضيان محترمان مثل المستشار مكى و المستشار البسطاويسى فى مايو 2006, و يتم ضرب الناس فى المظاهرات, و فى الوقت ذاته تجد شباب و فتيات يتظاهرون أمام محكمة أخرى من أجل المتهرب من التجنيد تامر حسنى, و يهتفون بكل حرقة: نموت نموت و يخرج تامر.
عندها إبتسم, فإنك مواطن فى مدينة البهائم.
-عندما تجد حكومتك تلصق على باب منزلك منذ ما يزيد على العشر سنوات بادج شركة الغاز, و تجد أنه لم يصل لمنزلك حتى اليوم, بينما يتم تصديره لإسرائيل.
عندما تجد حكومتك الرشيدة تنفق أموالها فى تكسير الأرصفة و إعادة تنفيذها من جديد بإرتفاعات أعلى لتعذيب كبار السن, و يتم تكسير الشوارع أكثر من مرة فى العام الواحد من أجل مرافق مختلفة بلا تنسيق أو ترتيب, فى حين تجد على أطراف محافظتك-بل و فى قلبها-من لا تصل اليه مياه الشرب أصلاً.
عندما تجد الإعلام مسيطراً على عقول شريحة كبيرة من مواطنيك, و أن أمثال عمرو أديب و مدحت شلبى و مصطفى عبده و شوبير و غيرهم هم المتحدثين الرسميين مع أنهم ليس لديهم أدنى مستوى من الشعور بالمسئولية, و لا تقدير عواقب الأمور, و يتسببون بذلك مع أقرانهم فى الجزائر فى شحن أدى لأزمة كبيرة ما زلنا نعيشها.
عندما تجد حكومتك التى تخاصم الدين و تدعى الفصل بين الدين و الدولة و تهمشه و تهمش العلماء على طول الخط, ثم تجدهم يقحمون فتوى دينية من شيخ الأزهر لدعم موقفهم البائس من مسألة الجدار العازل.
عندما تجد حكومتك تستغفلك و تستغفل الشعب بدعوى حماية الأمن القومى, و تارة تستخدم هذه الدعوى لإثبات الحق فى تشييد الجدار الفولاذى, و تارة أخرى تجد من يستمر فى التصريح بأنه لا يوجد جدار عازل من اصله, و كل ما يجرى هناك هو مجرد إنشاءات (هندسية) ضرورية(برضه للأمن القومى).
عندما تجد كل توجه البلد يصب فى خانة واحدة, و هى الانتقال من حكم الأب الى حكم الإبن, حتى لو كان ثمن ذلك تنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية بشكل كامل.
عندما تجد كل هذا, فأنت بلا شك فى مدينة البهائم.
أحسب أن الأمور قد خرجت عن نطاق الغباء الفردى و التصرفات الهمجية لما هو أكثر من هذا, لكن صدقونى إنها سلسلة مرتبطة ببعضها, من أصغر مواطن إلى رأس الدولة, فالعامل المشترك هو البهيمية و الغباء و الجهل و الرعونة و عدم الإحساس بالمسئولية و تغييب العقل و تجاهل المنطق.
إنهم بكل إختصار المصريون الجدد الذين تكلمت عنهم نوارة نجم, ثم تكلم عنهم الأستاذ فهمى هويدى.
هؤلاء المصريون الجدد, أصنفهم إلى غافلين, و مغفلين, و مستغفلين.
الغافلون هم مصريون لم يفقدوا معدنهم الأصيل, لكنهم يتأثرون بكل ما يجرى حولهم من أحداث و من توجيه إعلامى يصب فى خدمة مخططات الحكومة, لكنهم سرعان ما يعودون لرشدهم و صوابهم إذا أعطوا لعقولهم الفرصة للتفكير, و إذا وجدوا من يأخذ بأياديهم للحق و الصواب و يزيل من على أعينهم الغشاوة, و هؤلاء ليس عددهم بالقليل, إنهم فقط يحتاجون لفرصة و لتنقية الأجواء المسمومة التى يعيشون فيها.
و المغفلون هم الذين يسلمون عقولهم بالكامل لمن يملأها بالقاذورات, إنهم من لا يتركون لعقولهم فرصة للتفكير و ينساقون كالقطيع وراء أى بريق, و حتى إذا حاولت إقناعهم بالمنطق و بالأدلة فإنهم لا يتركون لك الفرصة لإقناعهم, فهم قد أراحوا عقولهم من التفكير و كفاهم القناعات الخاطئة التى ثبتت فى عقولهم و تحركهم بكل حماس و غوغائية.
أما المستغفلين فهم الذين يستغفلونا و يريدون تحريكنا كالدمى أو كأحجار على رقعة الشطرنج, يستخدمون الإعلام لغسل العقول و توجيه الناس لخدمة مخططاتهم و لتعمية الأنظار عن نواياهم الحقيقية, و همهم الرئيس هو مصلحتهم أما مصلحة البلد و مصالح الناس فتأتى فى مرتبة متأخرة, إن كان لها مكان أصلاً.
و لا أريد لكل النماذج السلبية التى عرضتها فى السابق أن يساء فهم كلامى, فأولاً: مصطلح البهائم ليس الغرض منه السب بطبيعة الحال, لا أستخدمه بالمعنى العامى الدارج, و لكنى أعنى به التصرف بغباء و بشكل غير متحضر أو مسئول, بشكل بهيمى, بشكل يلغى العقل يصبح معه الإنسان فى منزلة أدنى-و ليست مساوية حتى-للحيوان البهيم.
و ثانياً: ليس الغرض أن نقسم المجتمع الى مصريين جدد و غير جدد-أو قدامى كما رأيت فى إحدى مجموعات الفيس بوك-فالأمر له أبعاد سأحاول توضيحها:
فمن طبيعة الحال أن يتمايز الناس عن بعضهم بسبب تنوعهم البشرى, فهناك التمايز الجنسى, و التمايز العرقى, و التمايز المهنى, و التمايز الاجتماعى, و التمايز الأيديولوجى....الخ
يحدث هذا التمايز بسبب الاختلاف و التنوع, فنحن ذكور و إناث, و نحن عرب و عجم و بيض و سود, و نحن أطباء و عمال و مهندسون و جنود و رؤساء مجالس ادارة, و نحن فقراء و أغنياء و طبقة وسطى, و نحن متدينون و علمانيون و يساريون و إشتراكيون و ليبرليون...الخ.
و كل هذا التنوع يصب فى خدمة البشرية لأنه تعبير عن التكامل البشرى, فكل منا يحتاج للآخر لأن كل منا يتميز عن الآخر بشىء يفتقده هو, و بذلك تكتمل الصورة, و حتى فى الاختلافات الفكرية فإن التنوع مفيد و مثرى لهؤلاء الذين يقدرون قيمة الاختلاف و عندهم القدرة على الاستفادة من الآخر حتى لو اختلف معه فى الرؤى, إنه سيتسفيد من المساحة المشتركة إن وجدت, أو يعالج بعض القصور فى فكره إن وجد بعض الحق لدى غيره.
و أسوأ شىء هو الإعراض و صم الآذان و رفض الآخر و كيل الاتهامات و الإنعزال فى نهاية المطاف, أسوأ شىء أن نصل لمرحلة ننقسم فيها الى معسكرين مثلاً, معسكر نسميه المصريين الجدد نسمه بكل السلبيات التى نراها, بينما ينظر الطرف الآخر لنا على أننا كائنات من العصر الحجرى خرجت من المتحف, ثم ينزع كل طرف عن الآخر مصريته.
فأنا و غيرى نجد من يتهمنا بعدم الانتماء!!لماذا؟ بسبب رفضنا للجدار العازل الذى يبنى لحماية مصر من(إرهاب حماس و تهريب الأسلحة و المخدرات) , و كذلك لرفضنا لما سبق مباراة الجزائر و تبعها من سفه, و لرفضنا الكفر بالعروبة و لرفضنا أن ننسى من الأخ(فلسطين و الجزائر) و من العدو (لابد أن أذكر هنا أن العدو هو إسرائيل لأن هناك من نسى ذلك).
أمامنا طريقتين فى التعامل مع الأمور, الطريقة الأولى أن تؤمن أنك تعيش فى مدينة البهائم, و توقن بأن كل من حولك هو من (البهائم) لكونه يختلف معك, و تنظر للآخر نظرة إستعلاء, و تنعزل عن المجتمع , و يتعاظم إحساسك بالغربة و تعيش فى برج عاجى تقضى وقتك فى الحديث مع أمثالك و أقرانك من الحكماء وحيدى عصرهم و أوانهم, تمضون أوقاتكم فى الجدل و السفسطة إلى أن تنسوا من أين جئتم, و إلى أين أنتم ذاهبون.
و الطريقة الثانية هى أن تدرك أنك أيضاً تعيش فى مدينة البهائم, لكن تعتبر نفسك طبيباً بيطرياً مهمته علاج هذه البهائم, لا تنظر لها أبداً بنظرة إستعلاء بل بنظرة رثاء, إنهم يستحقون منك أن تأخذ بأياديهم و تفتح أعينهم و تزيل عنها الغشاوة, إنهم ليسوا بأغراب عنك بل إن منهم بعض زملائك و معارفك و اصدقائك, بل و أهلك أيها المغرور.
إنك لم تأت من كوكب آخر, و لو أنك تؤمن بأنك تتميز عنهم أو أن الله إصطفاك بعلم حباك إياه أو ثقافة تميزت بها فإن واجبك أن تزكى عن هذا العلم, و زكاته نشره, و إلا كنت كاتماً للعلم, لا تيأس أو تفقد الأمل فى التغيير فإن اليأس كفر فى ديننا.
كل منا له دائرة يستطيع أن يؤثر فيها, و يختلف قطر هذه الدائرة من أحدنا للآخر حسب ظروفه و حسب علمه و مواهبه و قدراته على التأثير و الإقناع, فإما أن تمارس دورك بإيجابية, و إما أن تنحسر هذه الدائرة حتى تقتصر عليك أنت, ثم تفاجأ بأنك لم تستطع حتى أن تغير من نفسك.
إذا لم تستطع فى دائرة تأثيرك أن تساعد صديقاً على التوقف عن التدخين, أو تشجع آخر على الانتظام فى الصلاة, أو تحرك ثالث لنبذ السلبية و أن يشارك بإيجابية فى مجتمعه و يستخرج بطاقة إنتخابية مثلاً, أو تحث رابعاً على القراءة...الخ
إذا لم تفعل أى من هذا, فماذا تنتظر؟ و ماذا تريد؟ تريد فقط أن تنتقد و ترسل رسائل سلبية بدون أى فعل إيجابى واحد؟
صدقنى , ساعتها ستكون أنت بدورك عضواً فى مدينة البهائم.
لك الخيار, إنعزل عن من حولك و إغرق فى اليأس و الإحساس بالغربة و التطلع الى سراب خارجى لا تستطيع الوصول اليه, و عش حياتك فى عذاب و قلق, و لن تغير شيئاً فى النهاية.
أو تعلم أن تتعايش مع من حولك و تتكيف مع الظروف, إسخط على الواقع لكن لا يقتصر سخطك على الإنتقاد فحسب بل حاول أن يكون لك دور مهما كان صغيراً و لو كان مع شخص واحد, إجعل لك قضية و هدف و ليكن لك طموح, إذا شعرت بالغربة فتذكر قول رسولك صلى الله عليه و سلم(طوبى للغرباء) لكن سر على هديه فإنه عاش حياته هادياً و لم يعشها هارباً.
و نسأل الله الهداية لنا و للجميع, و نسأل الله أن ننسى هذه الكلمة :مدينة البهائم.




هناك 12 تعليقًا:

Hossam Saraheno يقول...

عندما نقرأ مثل هذه التدوينة
ونبتسم رغم ماتحمله من مآسي
فنحن حقا حقا
في مدينة البهائم
ابتسم
أنت في مصر
أحييك على التدوينة الرائعة

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

تدوينة رائعة
و قد قمت بإرسالها لكل من اعرفهم
بارك الله فيك
المصيبة حقاً هي في المغفلين الذين مهما حاولت اقناعهم بالمنطق صموا آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكباراً
هداهم الله
حيث انقلبت المعايير عندهم و اصبحوا يتهموننا نحن بعدم الإنتماء مع اعترافهم بإن حكومتنا زبالة بس قطع لسان اي اجنبي يقول عليها نص كلمة
و انا حكومتي على اخويا العربي
و حاجة تتعب و تقرف

حسن مدني يقول...

أخي الكريم

ظللت تنصحني أن أبتسم فأنا في مدينة البهائم، وسؤالي متى أبكي إذن؟
------

الحقيقة أن مقالك ذكرني بمصطلح النباهة والاستحمار، الذي اصطكه علي شريعتي.
وإن كان جزء المصريين الجدد قد تفوق على أمثلة الاستحمار التي تصورها شريعتي.
---
من جهة أخرى كان أستاذي يقول، من أراد أن يعيش في مصر فعليه أن يعلم أنه على ثغر، فإنا أن يقوم على أمر هذا الثغر أو يبحث عن حياة في مكان آخر.
ولعل ذلك ينطبق على كل بلد وكل مكان.

تحياتي

أبو عمر يقول...

انت نسيت تقول اسم أول مدينة أطلقت عليها اللقب ده :-) ماهو أنا حضرت ميلاد العبارة دى

يا ترى امتى الوضع حيتغير و البهائم حيرجعوا آدميين ؟؟

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

الأخ حسام
بارك الله فيك, و الحقيقة أن عرض المشكلة وحدها ليس كافياً إن لم يصحبها محاولة عرض حلول, و نسأل الله أن يستخدمنا و لا يستبدلنا و أن يكون لنا دور فى الإصلاح.
خالص تحياتى لمرورك الكريم
-------------------------------
الأخ محمد (مهندس مصرى)
بارك الله فيك يا أخى
و كم يحزننى أن أجد وسط هؤلاء المغفلين أناساً لم تتوقع أن يهبطوا لهذا الدرك, من أصدقاء و معارف و أهل, لكنها الفتنة التى تعمى الأبصار و البصائر.
ربنا يرحمنا برحمته
خالص تحياتى لمرورك الكريم أخى
--------------------------------
أخى حسن
إن شر البلية ما يضحك, و نحن نعيش شر البلية, لكن رغم كل المضحكات فإنه ضحك كالبكا كما قال فيها أبو الطيب.
و مسألة النباهة و الاستحمار ذكرتنى بمقال لإبراهيم عيسى وصف فيه شعوبنا بأنها تتمتع بالقابلية للاستحمار -على وزن نظرية القابلية للإستعمار.
لكن رغم كل شىء, ما زال هناك بصيص من الأمل, و بذلك نحيا.
خالص تحياتى أخى الكريم, و دمت بخير.
----------------------------------
أبو عمر
على فكرة أنا بدأت فى استخدام المصطلح قبل العودة لمصر, لكن تكثف الاستخدام فى الفترة التى شهدتها أنت, و أعتقد أنك لمست هذا بنفسك :)
ربنا يهدينا و يهدى الجميع.

Mohamed Almohandes يقول...

كلام جميل جداً يا محمد، ووصايا تستحق التنفيذ بلا تردد، وتستحق الصبر للمعاناة معها؛ لإصلاح هذا البلد، وهذه الأمة العظيمة..
ولكن لي اعتراضان بسيطان:
الأول: مصطلح "مدينة البهائم" سيصنع ما تخشى منه، وهو الاستكبار على الواقع، وعلى هذه العينة من الناس؛ لذا فأنا أرى أنه مصطلح يحتاج إلى تعديل..
الثاني: أنك قد طرحت أفكاراً كثيرة في مقالة واحدة، وكل واحدة من هذه الأفكار تستحق أن تستقل في مقالة منفصلة كي لا تشتت قارءها..
وجزاك الله خيراً على أفكارك المنظمة، وإحساسك الشديد بواقعنا المرير..

أحمد عبد الرؤف يقول...

تدوينة جامده اوى يا محمد
انا قررت بعد قرائتها ان ادرس الطب البيطرى
ههههه

SALEH OMER KEKIA يقول...

مع اختلافي معه حول كلمة البهائم الى انني اتفق مع الكاتب حول الحالات التي ذكرها والتي جعلت من العيش المشترك صعبة بالنسبة للذين يقدرون معنى العيش المشترك باعتبارنا مسلمون يجب ان تكون اخلاقنا اسلامية كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) و كما قال ( لايؤمن احدكم بالله واليوم الاخر حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه ) و ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
كل هذا الهدي النبوي لامتنا العربية المسلمة والمواعظ والتذكير في المساجد والمدارس وجميع وسائل الاعلام ولن تجد الا من يحدثك عن الاتيكت الغربي والتصرف كمتحضر والاخلاق الانسانية التي اخذ بها الغرب من الحضارة الاسلامية التي نقلت تعاليم الشريعة الاسلامية والتي اكدت في حينه على الموروث الانساني في الاخلاق والاحترام للامم السابقة ولم يكونو ممن يتغنون بالامجاد سواء ماقبل الاسلام او بعده بل كان العمل في مافيه خير لامتهم هو الاساس الذي انطلقوا منه وايضا لاقتدائهم برسول الهداية لكافة العالمين محمد صلى الله عليه وسلم . ولكن مانراه لادين سوى بعض الكلمات التي تخرج من افواههم للطلب والتمني ووالتباهي بسجود الاعبين عند الفوز على اشقاء عرب ومسلمين ويا ليت في محفل من محافل العلم والثقافة او لنصرة دين وأمة مسلمة بل في كرة القدم واتفق معك بان لاشباه الاعلاميين دور في هذا الانحطاط فيجب علينا ان كان هناك عقل لتدبر الامر ومساعدة العموم بعدم الالتفات الى الاعلام الرخيص ولامسؤل والتكاتف مع من لديهم وازع اخلاقي والعمل بكل قوة لنشر رسالة الاحترام للجميع والديمقراطية الحرة الصحيحة التي تحدد حدود حرية كل فرد حر تنتهي حريته عند بداية حرية الاخرين اعتقد ان التعاليم الاسلامية والمبادئ الانسانية ليست مشكلة هذا الجيل بل اختلاط الامر عليهم بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتغير موازين القوة التي تمخضت عن الثورات والحروب وقمع الحريات بداعي الحفاظ على الوحدة والامن القومي فلا اصبحت هناك وحدة امة اسلامية ولاعربية ولاحتى في اطار الدولة الواحدة ولا اكون مبالغاً حين اصل بالأسرة الواحدة هناك خلل يجب اصلاحه بتنمية الوعي الاسري الذي افتقدناه وللبيروقراطية وعدم وجود الشفافية في جميع المسائل وانتشار ثقافة الاستغلال وانانية الانتفاع وحب النفس والذاتية والعدائية الشديدة لمن يخالفهم بتغريبهم وتهميشهم عن المجتمع , ان المثالية والصدق والشهامة وسمو الاخلاق في قفص الاتهام بلا تهمة ينتظرون حكما بالاعدام للخلاص فهل من منقذ , ؟
نعم ان تكاتف الجميع كما اسلفت وانطلاق حلف الفضول نتحالف فيه نحن معشر الاسر التي تريد لابنائها تربية اخلاقية وتعليم حقيقي ومعشر الادباء والعلماء ومواطنون سواء كانو على قمة الهرم او عمال لانهم يمثلون ركيزة اساسية في هذا الحلف ان الكتابة في هذا الموضوع يطول ولكن اذكركم واذكر نفسي ان حسن النية شرط اساسي لتوفيق الله في اي عمل نريد له النجاح والفائدة فالتكن هذه قضيتنا حتى نلمس التغيير في الجميع داعيا الله تعالى ان يهدينا الى مافيه خير لنا في ديننا و اخرتنا ويحسن خاتمتنا والله ولي التوفيق

hema يقول...

احيك اخى الكرم على البوست الرائع والمميز وجزاك الله كل خير على تلك المعلموات ووفقك الى الخير رب العالمين
:
دعوة الى زياة منتديات بانوراما مصر
http://www.egypt-panorama.com/vb/index.php

Unknown يقول...

http://3arab4day.com/vb/index.php

الف شكر

M.Keshka يقول...

رااااائع!!

السؤال هنا ولكم عانيت للعثور على إجابة أو حل ولم أجد بعد: كيف للبشر تلبية احتياجاتهم البشرية في مدينة البهائم؟؟ حتر الطبيب البيطري لا يتعامل مع البهائم إلا في إطار عمله...
كل ما يعوقني عن مساعدة البهائم هو أنني لم أستطع حتى الآن أن البي احتياجاتي النفسية والاجتماعية في هذه المدينة!!!

وشكرا

ياسر يقول...

بصراحة المقالة ممتازة واللة انا نفسى اصرخ بالكلام دة كلة بارك اللة فيك احنا فعلا بنعيش حسب التوقيت المحلى لمدينةالبهائم