عايز أتجوز
طبعاً هذه رغبة و حلم لأى إنسان طبيعى,و حق لكل فرد أنه يقترن بشريك حياة يكمل معه المشوار,و يؤنس وحدته و يكون سكناً له,و لو كان هناك شىء يغنى عن الزوجة,لاستغنى أبونا آدم بالجنة عن حواء.
طبعاُ فى أسباب عدة تدفع الانسان للتفكير فى الزواج,لكن ما أريد الكلام عنه هنا-و لا أدعى أنه أهم سبب لكنه من أهم الأسباب-هو مسألة الانجاب.
من تزوج و رزقه الله بالذرية سيفهم جيدا هذا الكلام لأنه يشعر يوميا بهذا الشعور الرائع كلما رأى ولده يمر أمام عينيه,و يكبر أمامه يوما بعد يوم.
لكن ليس ضرورياً أن تمر بالتجربة لكى تتيقظ داخلك مشاعر الأبوة,ربما تستيقظ عندك مبكراً لو كنت انسانا محباً للأطفال من صغرك,و تحب اللهو معهم و إسعادهم.
ربما أحسست به كلما وجدت الأطفال كلما زرتهم أو زاروك مع أهليهم يتركون ما بأيديهم و يلقون بأنفسهم فى أحضانك.
ربما شعرت به عندما تزور صديقا أو قريبا و تجد طفله يبكى,ثم لا يتوقف عن البكاء إلا عندما تحمله بين ذراعيك و تبتسم له.
ربما تلمسته إذا زرت داراً للأيتام ,و أخذت تتحسس رؤوس اليتامى بغية الحصول على الثواب, و وجدت منهم الرغبة فى ألا تتركهم, و لن أنسى أبداً المرة التى زرت فيها دار و عندما ههمت بالخروج وجدت طفلين لم يجاوزا العام الثانى, و كل منهم متعلق بساقى,ليمنعونى من الرحيل.
ربما ملكك الشعور و أنت تجد الطفل نفسه يحنو عليك كما تحنو عليه,و لن أنس أبداُ إياد -إبن زميلى رامى-الذى يبلغ من العمر عاما و نصف,و كنا جميعا فى أحد المطاعم و إذا بالطفل يربت بيده الصغيرة على صدرى,ثم يطعمنى بيده البطاطس واحدة واحدة,و إن كنت شبهت هذا المنظر بطريقة إطعامنا للزرافة فى حديقة الحيوان .
ربما مر بك الشعور و أنت تحمل الطفل و تهدهده و تغنى له, و هو يبتسم لك حتى تبدو أسنانه التى بدأت فى الظهور حديثاُ, و يضحك بصفاء و هو لا يعى شيئاً مما تقول ,لكنه يحس فقط بأنك تحبه(كنت أغنى لإياد أغنية خلى السلاح صاحى ,و النشيد الوطنى , و عدد من الأغانى الوطنية, و كان تأثيرها عليه كتأثير أغانى عفاف راضى بالضبط).
ربما غمرتك هذه المشاعر و أنت تجد الطفل يهرع اليك خائفاً ,كما حدث فى الجمعة الماضية عندما مر إعصار بالكويت و كنا نمضى يوما على الشاطىء,و أخذت ريم بنت زميلى معتز معى فى طريقنا للخروج و الأمطار تغرقنا, و البنت الصغيرة تحتضن ساقى بخوف و هى تبكى, و أنا أربت عليها بغية طمأنتها.
ربما تأثرت إذا كنت واقفاُ بجوار أحد ابناء أصدقائك فى مكان عام,و الولد يقوم بحركات طفولية مبهجة تثير إعجاب المارة فيبتسمون له و يداعبونه,ثم يرفعون رؤوسهم لك و يقولون لك بإبتسامة:ربنا يخليهولك!!
ربما أحسست برغبة جارفة فى هذا,و أنت تحمل بيديك ذرية بعض أحب الناس لك, مثلما حملت بين يدى عمر إبن أختى الحبيبة,الذى لم تكتحل عيناى برؤيته إلا ثلاث مرات ,و غريب فعلا هذا الحب,إنه حب مستمد من حبك لأمه أو لأبيه, لكن فى الوقت ذاته تحس أنه حب مستقل لذات الطفل,أليس هذا غريباً؟!
أشياء كثيرة جداً تجعل المرء يتوق لتجربة الأبوة,و صدق الله إذ قال أن البنون زينة الحياة الدنيا,فليس هناك برأيى مشروع إستثمارى أنجح من الاستثمار فى الأبناء,أن نحسن تربيتهم , و تعليمهم,و تهذيبهم,و توجيههم,إلى أن نصل بهم الى بر الأمان,كى يكملوا الطريق,و يحققوا بعض ما لم نستطع تحقيقه فى دنيانا.
إن أبناءنا هم أفضل أصدقاء و رفاق لنا فى حياتنا,من ستثق به أكثر ممن خرج من صلبك,و ربيته بيدك,و وجهته بطريقتك,و يحبك و تحبه بشكل فطرى؟!
أحيانا كنت أستغرب من بعض تصرفات أبى معى, و أستاء فى داخلى من بعض توجيهاته و أوامره لى, لكن كلما كبرت ,و نضجت,و تعمق إحساسى,كلما صرت أكثر ادراكاً و وعياً ,و فهماً لتصرفات أبى معى, و الآن أدرك أن وراء كل كلمة منه-مهما كانت قاسية-قدر جارف من الحب و الحنان و الرغبة الخالصة الصادقة برؤيتى فى أفضل صورة و أحسن حال.
نعم أبى,لم أصبح بعد أباً بطريقة عملية,لكنى أرغب أن أكون مثلك, و أحب أبنائى كما أحببتنى أنا و أخى و أخواتى.
أريد أن أكون أباً كى أسعد ابنائى كما أسعدتنا, و أكبر سعادة هى أن تسعد الشخص الذى تحبه.
أريد أن أكون أباً كى أتناقش معهم و آخذ رأيهخم و أستشيرهم عندما يكبروا , كما تفعل معنا.
أريد أن أكون أباً كى أخرج مع ابنى و أسير معه جنباً الى جنب على كورنيش البحر كما فعلنا فى آخر رمضان لى فى مصر قبل سفرى,و اضع يدى على كتفه ,و أتوكأ عليه عندما أكبر فى السن.
أبى و أمى,كم أحبكما,و كم أتمنى أن يرزقنى الله الذرية الصالحة ,كى أحبهم بنفس المقدار الذى أحببتمانى به,و أغرس فيهم ما غرستماه بى,و أسأل الله أن تكونا راضيين عنى و عن أخى,و أن يعيننا على أن نقر أعينكما برؤية أحفاد لكما .
لكن قبل أن أجىء بالأبناء و الأحفاد, مش ألاقى أمهم الأول؟!!!
هذه هى المشكلة
و لهذا حديث آخر
الثلاثاء، 15 أبريل 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 8 تعليقات:
ان شاء الله تجد أم العيال قريبا
وتكون قرة عين لك
وتاتى منها بالذرية الصالحة التى تكون قرة أعين لكما باذن الله
المهم الا تتازل عن حلمك
وستجده كما تبحث عنه
جزاك الله كل الخير يا ولاء
و لا تحرمينا من صالح دعائك
جميلة تدوينتك وكلامك
وأرجو ان تكون قد أنعم
الله عليك بها .قرأت قولك
لحائر فى دنيا الله عن الأبوة
(على الفيس بوك)
فجئت الى هنا
لأكمل القراءة
الحمد لله رزقنى الله بمريم فى الثانى من أغسطس 2011 :))
الحمد لله حمداً كثيراً
سبحان الله
قرأت هذه المقالة من 3 سنوات..كنت يا محمد في الكويت و كنت مضايق وحاسس بالغربة بعيد عن الوطن و الأهل...الحمدلله ربنا استجاب لدعاءك ورجعت مصر و رزقك بالزوجة و الذرية الصالحة..ان شاء الله بكرة مريم تكبر و تقرأ المقالة دي و تعرف انك قد ايه بتحبها حتى قبل ما تتولد و تتكتب لك تعليق كمان...يا رب حياتك تكون كلها فرح و يبارك لك في مريم
أختك اميرة
اللهم آمين
شكراً يا أميرة...يسمع من بقك ربنا
الحمد لله الذى
بحمده تتم الصالحات.
للمرة الثانية أتى الى هنا
بعد قرأتى لتعليقك عن حائر
وبعد عام ونصف تقريبا من زيارتى الأولى
والحمد لله فقد من الله عليه وعليك بالذرية الصالحة .
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
الحمد لله رب العالمين...جزاك الله كل الخير :)
إرسال تعليق