اليوم ذهبت مع معتز-زميلى فى العمل-لزيارة المعرض الثقافى الفنى التجارى المقام بأرض المعارض بالكويت,ذهب ليقابل بعض المهندسين من رؤسائه فى العمل فى شركته الأصلية بمصر فى جناحهم بالمعرض المذكور,ذهبت معه-بجانب رغبتى فى تغيير الجو-لكى أكون فى مكان أضمن فيه أنى سألتقى و أحتك بالعديد من بنى وطنى,ناس قادمين من مصر (طازه),معهم أخبار طازه و أصدق مما نراه بالتليفزيون حتى لو كنا نرى الصور بأعيننا.
بالطبع لم تكن المتعة التى شعرت بها هناك-و التى دفعتنى لكتابة هذه التدوينة-هو اعجابى بالمهندسين الذين قابلتهم(صحيح هم رجال محترمون بس مش لدرجة انى أكتب عنهم),و ليس بالطبع اعجابى الباهر بالمعروضات المصرية(فمعظم المعروضات و التى أقبل عليها الكوايتة بشكل غريب كانت العباءات و بعض بدل الرقص!!!! )هذا بجوار حلوى المولد و العسلية
لكن ما استمتعت به هو وجود فرقة أم كلثوم ,جلست مع معتز و استمعنا لعزف الفرقة و غناء احدى مطرباتها,غنت بصوت شجى أثار فى نفسى شعوراً جميلاً,لم أدقق كثيراُ فى الصوت, و لا أعتقد أنها كانت ستلفت انتباهى لو كنت استمعت لها فى الراديو مثلاً, لكن وجودى فى مكان واحد مع العديد من المصريين-و غير المصريين ايضاً-نستمع لفرقة مصرية تحمل اسم الست,و تشدو بأغانى الست ,نقلنى للحظات الى أرضى,الى بلدى , و جعلنى أتنسم عبيرها , و أتسمع همسها.
آه يا مصر,فعلا,انتى الل دايماً طيبة , و الغربة فيكى قريبة(هذا السطر مقتبس من فيلم احنا بتوع الأتوبيس,لأحسن تفتكروه بتاعى,السطر بس,هه)
بعد ذلك خرجنا من القاعة و أنا اتساءل عن سبب اقحام كلمة ثقافى فى المعرض,فى حين لا توجد دار نشر واحدة ,و بالفعل لم أجد الا جناح تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة,جناح حوى بعض المعروضات الفنية اليدوية ,و بعض الكتب التى تكلم عن السينما و المسرح,اللهم الا كتاب واحد أخذت أقلب صفحاته لأنه يتكلم عن السد العالى.
انتبه الشاب الواقف فى هذا الجناح لوجودنا ,فرحب بنا و تجاذب معنا أطراف الحديث,و أخذ يشكو من قلة اهتمام الحضور بالثقافة و اقبالهم على شراء الملابس اياها فقط,و فى أن المعرض اقتصر على هذه المنتجات فقط,كأن مصر لا تصنع الا العبايات و ملابس الرقص!!!
أعطانى الشاب هذا الكتاب هدية قبلتها منه شاكراُ,و بعدها غادرت المكان مع صديقى.
انها مجرد ليلة عادية أخرى من ليال كثيرة فى العمر,و الأحداث التى فيها ليست مشوقة ,بل ربما توصف بالمملة, لكنها ليلة شبه مصرية لشاب مصرى مغترب لشاب مصرى مغترب,و صدق شوقى حين وصف حنين قلبه لمصر :
راهب فى الضلوع للسفن فطنُ كلما ثرن شاعهن بنقسِ
طبعاً يا أمير الشعراء, و كيف لا و أنت تتكلم عن مصر,عارفين يعنى ايه مصر؟؟
ربما يرى الكثير من شباب اليوم-و ربما الكبار أيضاً-بأن هذه مشاعر لا توصف الا بالعباطة,لكنى أشفق عليهم و أرثى لحالهم,و لهذا حديث آخر.
الأربعاء، 12 مارس 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق