الخميس، 9 يونيو 2011

و الآن من الذى يستغل الدين فى السياسة؟

يبدو أن (الأخوة)العلمانيين قد رأوا أن الشعب المصرى المسكين المضحوك عليه و الذى يعرفون مصلحته أكثر منه يستجيب للدين أكثر من أى شىءٍ آخر. و بعد الفشل فى تنحية الدين جانباً وجدنا أن بعض عناصر النخبة أصبحت حريصة على مغازلتنا بإستخدام الدين و بالإشارة إليه-البعض حرص على الظهور فى عدة أماكن و هو يؤدى الصلاة علناً- و محاولات للظهور بمظهر به مسحة إسلامية خفيفة بحيث تُرضى و تجتذب القطاع العريض من الناس دون أن تُغضب جمهورهم الأساسى. رغم أن هذا الجمهور منه من إستهجن قيام رئيس الوزراء بالتصريح بتحية الإسلام فى مستهل أحد المؤتمرات بدلاً من (صباح الخير)!!!.

و الحقيقة أن الذى إستفزنى لكتابة هذا المقال تكرر هذا الأمر فى مواقف و تصريحات و مقالات و رسائل مختلفة, و آخرها رسالة وصلتنى من صديق يسارى بإسم شباب الجمعية الوطنية للتغيير.تعرض هذه الرسالة وجهة نظرهم فى قضية:لماذا يجب أن يكون الدستور أولاً و قبل الإنتخابات؟

و ليس هذا المقال محل مناقشة هذه القضية و لن أخوض فيها, لكنى سأعرض أهم ما لفت نظرى و هو الإستدلال الأول الذى يقول:

أنه من المنطقى والبديهى والمعقول بالفطرة أن وضع قواعد البيت سابق ومقدم على إقامته . قال تعالى " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " ( البقرة 127) ، ومن شأن إقامة البناء السياسى على قواعد مؤقتة ( الإعلان الدستورى ) ثم إعادة صياغة القواعد مرة ثانية بوضع الدستور الدائم ، من شأن ذلك أن يدخل مصر فى متاهات من تشكيل و إعادة تشكيل المؤسسات وفقا للقواعد المؤقتة أولا ثم القواعد الدائمة ثانيا ، وما أغنانا عن ذلك إن اتبعنا منطق الأمور على استقامتها بوضع القواعد الدستورية أولا ثم إقامة المؤسسات على هديها.

و الحقيقة أن الإستشهاد بهذه الآية كان لافتاً للنظر بشكل كبيرة, فأولاً هو أمر غير معتاد من هذا التيار. و ثانياً:هو لم يكن معتاداً فقط, بل كان مُستهجناً منه و مصدر إنتقاد يوجهه لهؤلاء الذين يقولون دائماً فى ثنايا كلامهم (قال الله و قال الرسول).بل و كان مصدر إتهام لهذا الفريق بأنه يدخل الدين فى السياسة و يضحك على الناس بإسم الدين و كذلك يخلط المقدس بالمدنس!!!

و الأمر الأكثر لفتاً للنظر, و هو المضحك المبكى فى آن واحد, أن هذه الآية لا دخل لها بالفكرة المراد توصيلها,فما دخل البيت الحرام الذى يرفع إبراهيم و إسماعيل-عليهما السلام-قواعده بفكرة ترتيب البناء؟ فتأسيس القواعد قبل رفع البناء أمر بدهى لا يحتاج إلى تأييد من القرآن, إلا لو كان الغرض مماثلاً لما جرى فى هذه الحالة, و هو إجتذاب المواطن المصرى العادى الذى يميل للدين بطبعه.

و أتمنى ألا يخرج علينا من الجانب الآخر من يطرح فكرة أن الداعين لفكرة الدستور أولاً هم فئة نخبوية تريد فرض رأيها علينا من أعلى و وضع الدستور الذى يتراءى لهم فوق الناس دون أن تكون لهم أرضية, ثم يستخدم الآية الكريمة "فخر عليهم السقف من فوقهم". و ساعتها ندخل آيات الذكر الحكيم فى مبارزة فى كار المعمار.

إن إستدعاء النصوص الدينية فى غير محلها أمرٌ مستهجن أياً كانت الجهة التى تقوم بهذا, إسلامية أم علمانية. إنه أمرٌ مسىءٌ للدين. و من يفعل هذا لا يتميز شيئاً عن صاحب محل العصير الذى يكتب على محله (و سقاهم ربهم شراباً طهورا), أو الحلاق الذى يعلق الآية(نحن نقص عليك أحسن القصص)!!!

ليس عندى أية مشكلة فى أن تستشهد بأى نص مقدس لتوضيح فكرتك و التدليل عليها, المشكلة عندى تكمن فى:عدم إستخدام النص فى موضعه الصحيح, أو لى أعناق الآيات لتفسرها على هواك بما يناسب توجهك و رؤيتك, أو إستغلالها بنية جذب الناس لا بنية توضيح الفكرة.فكل هذا إستهانة بالنص المقدس و عدم إحترام له أو لعقليات الناس.

و المشكلة الأخرى حين أرى من يغير ثوبه تبعاً للظروف و إجتذاباً لأصوات الناخبين المقبلين, و هذا النوع موجود فى الفريقين الإسلامى و العلمانى, و نسمع من الطرفين خطاباً متميعاً, يتحول فيه الإسلامى إلى علمانى ممسوخ, و العلمانى إلى إسلامى ممسوخ.و فى النهاية لن تُرضى فريقك الأول و لا جمهورك المستهدف.لأننا سئمنا التميع و المسوخ و نحن بحاجة للصراحة و الوضوح.و على الأخوة العلمانيين ألا يصدعوا رؤوسنا بالإتهامات الموجهة للإسلاميين بإستغلال الدين طالما أنهم يسلكون نفس المسلك.

لا مشكلة عندى فى أن تغير أساليبك إذا وجدت طريقاً أصح تسلكه, بل على العكس هذا أمرٌ محمودٌ و مقَدَر.لكن المشكلة تكمن عندما تغير جلدك بنية الخداع فقط.


إننى أكرر أن أى فكر دخيل على هذا الشعب يسعى لفصل الدين عن الدولة و الحياة و السياسة لن يجد له جذوراً لدى هذا الشعب المتدين بطبعه.إننى أؤمن أنه لا يمكن فصل الدين عن السياسة, فالسياسة يجب أن تسترشد بالدين.و الحرية ليست مطلقة و يجب أن تضع لها قواعد الشرع الحدود و الضوابط.و السياسى يجب أن يهتدى بهدى الدين و دعونا من خرافة المقدس و المدنس و كأن السياسى يجب أن يأتينا من ماخور.لكننى فى الوقت ذاته أرفض بكل قوة أية محاولة لإستغلال الدين فى العمل السياسى لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية أياً كان الطرف الذى يقوم بهذا.أرجو أن تحترموا أنفسكم و تحترموا الناس, و تحترموا الدين قبل أى شىء.


هناك 3 تعليقات:

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

يبدو أن الرسالة لم يقتصر تأثيرها على وحدى و إنما على آخرين, و إن كانت الرسالة قد دفعتنى لكتابة هذا المقال فقد دفعت أخ آخر لعمل هذا الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=rkCUKCD1J6Y

غير معرف يقول...

الإخوان أساساً سياسيين من ييجي 30 سنة كده واليوتيوب يشهد
وبعدين انت عامل زي اللي بيتلكك, بيدخل الدين في السياسة ولايدخل السياسة في الدين؟؟ هو ده هيخلينا نكفر أو نعمل حاجة غلط؟؟
وبعدين محدش نادى باسم الدين إلا قلة من الأفراد السلفين وده كان رد على البابا شنودة اللي أرسل خطابات للكنائس بدعم المرشحين الأقباط,

لكن الإخوان ماعملوش حاجة زي كده ولا وزعو زيت ولا سكر, ومرشد الإخوان اتصل بقناة سي بي سي وفضحهم ع الهوا وقال انهم مأجرين كاميرات من ساويرس ونفى معظم الإشاعات بتاعة الإعلانات أمام اللجان والدعاية باسم الدين وغيره من الفزلكة اللي الإعلام العلماني نشرها بين الناس والمزيعه سكـتت لم تنـفِ أو تكذب مرشد الإخوان,,,

إقتباس: "لا يمكن فصل الدين عن السياسة, فالسياسة يجب أن تسترشد بالدين.و الحرية ليست مطلقة و يجب أن تضع لها قواعد الشرع الحدود و الضوابط.و السياسى يجب أن يهتدي بهدى الدين" ـ

طيب ليه ماتقرأش المقال ده عن الإسلاميين؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=2758907892940

وليه ماتتعرفش على عمو ساويرس؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=2754933633586

SsSsSsSsSsSsS يقول...

الإخوان أساساً سياسيين من ييجي 30 سنة كده واليوتيوب يشهد
وبعدين انت عامل زي اللي بيتلكك, بيدخل الدين في السياسة ولايدخل السياسة في الدين؟؟ هو ده هيخلينا نكفر أو نعمل حاجة غلط؟؟
وبعدين محدش نادى باسم الدين إلا قلة من الأفراد السلفين وده كان رد على البابا شنودة اللي أرسل خطابات للكنائس بدعم المرشحين الأقباط,

لكن الإخوان ماعملوش حاجة زي كده ولا وزعو زيت ولا سكر, ومرشد الإخوان اتصل بقناة سي بي سي وفضحهم ع الهوا وقال انهم مأجرين كاميرات من ساويرس ونفى معظم الإشاعات بتاعة الإعلانات أمام اللجان والدعاية باسم الدين وغيره من الفزلكة اللي الإعلام العلماني نشرها بين الناس والمزيعه سكـتت لم تنـفِ أو تكذب مرشد الإخوان,,,

إقتباس: "لا يمكن فصل الدين عن السياسة, فالسياسة يجب أن تسترشد بالدين.و الحرية ليست مطلقة و يجب أن تضع لها قواعد الشرع الحدود و الضوابط.و السياسى يجب أن يهتدي بهدى الدين" ـ

طيب ليه ماتقرأش المقال ده عن الإسلاميين؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=2758907892940

وليه ماتتعرفش على عمو ساويرس؟
http://www.facebook.com/note.php?note_id=2754933633586