السبت، 26 مايو 2012

أدركوا اللحظة الفارقة...بهدوء


نعم..بهدوء...فلا مجال للطم و الندب و تبادل الإتهامات و التفاخر بالمحافظات التي أسقطت الفلول, و في الوقت نفسه سب المحافظات التي حظوا فيها بنتائج متقدمة.

انظروا إلى النصف المليء من الكوب..أغلب الشعب أعطى أصواته للمرشحين المحسوبين على الثورة, و المأساة كمنت في تفتت الأصوات بينهم, لكن هذا لم يكن ذنبنا كناخبين.

في الوقت نفسه, لم يكن ذنبنا أن تم السماح لموسى و شفيق بالترشح من البداية...لكننا في معركة لم نختر ميدانها, و إنما اضطررنا لها..و لا مجال للإستسلام لأن البديل مروع.

ما علينا...الجدل في الماضي صار تحصيل حاصل...لو لم نخرج بدروس مستفادة و تفادينا الأخطاء إذاً فلا لوم إلا لأنفسنا.

جزء كبير من المسئولية الآن تقع على عاتق الإخوان..عليهم واجب إحتواء بقية القوى السياسية و الشعب بوجهٍ عام من خلال خطاب تطميني جامع ليس به ذرة من تكبر أوتعالٍ أو صلف أو غرور. و أراهن على العقلاء من داخل الجماعة في ضبط الأداء الإخواني في هذه النقطة لأن الإعلام لن يرحمهم, فعليهم ألا يمدوه بما يُحسب عليهم. و سامح الله الإخوان فقد جعلوا المهمة صعبة علينا.

و جزء كبير أيضاً من المسئولية تتحمله القوى السياسية.على الجميع أن ينضج و يتجاوز الخلاف الأيديولوجي...المسألة ليست معركة بين إسلاميين و علمانيين بل ثورة أو لا ثورة.

هناك من يعلن أنه سيقاطع و سيتفرج على اللعبة بين العسكر و الإخوان من خارج و كأنه يقف على أرض محايدة, و هناك من لا يرى فرقاً بين الإخوان و الفلول..ما هذا المنطق بالله عليكم؟ قولوا على الإخوان ما تشاءون و من يتابعني يرى كم هاجمتهم و انتقدتهم و انتقدت أداءهم من قبل, لكني أعلم يقيناً أن الإخوان ليسوا لصوصاً و ليسوا قتلة..بعكس شفيق.

هناك من يرى أن وصول شفيق للرئاسة أفضل لأنه يتخيل أن مع شفيق ستحدث ثورة ثانية تطيح به, بينما إذا وصل الإخوان فلن يتركوا الرئاسة أبداً, بل و سيكفرون كل من يعارضهم!!!

إلى الرفاق الثوريين الذين يرون هذا الرأى...أفيقوا و تحركوا من خلف الشاشات و اختلطوا بالناس في الشارع...لم تنجح الثورة بدايةً في إزاحة مبارك إلا عندما تحركت الكتلة الحرجة من الشعب و انتفضت ضد مبارك و أسقطت شرعيته الزائفة..أما شفيق إذا جاء-لا قدر الله- فستصاحبه شرعية الصناديق التي أتت به, و سيكون سلاحه لا فقط الجيش الذي هدد بإستخدامه ضد معارضيه, بل المواطنين الشرفاء الذين صوتوا له, و بقية الشعب الذي سيرى فينا رافضين للديمقراطية و لخيارات الصناديق.

لا تخاطر بمستقبل مصر بسيناريو تخيلي منبت الصلة عن الواقع, و تذكر الموقف السلبي للشعب في العباسية.

و المضحك المبكي أن تجد من يقول أن شفيق مرشح (مدني) و هو أفضل من الدولة الدينية التي سيأتي بها الإخوان!! ماذا نقول لمن يقول هذا الهراء؟!! هداكم الله...شفيق العسكري هو الذي سيحافظ على مدنية الدولة؟ لا حول و لا قوة إلا بالله.

أما من يرى أن الإخوان سيكونون أسوأ من شفيق و أنهم سيكفرون مخالفيهم, فهب أن سفيهاً قد رماك بالكفر لمخالفتك إياه, فهل الحل أن تنزوي و تبكي و تولول و تقول لقد كفرني؟ لماذا لا تضع إصبعك في عينه و ترد عليه و تفحمه؟ الحق أبلج و الباطل لجلج و ليس هناك من يحتكر هذا الدين لصالحه.

الإخوان مهما كان سوء أدائهم في الفترة الأخيرة إلا أننا نقلل من أنفسنا كثيراً إذا ظننا أنهم إذا جاءوا لن يتركوا أماكنهم و سيستحوذون على كل شىء.

من أتى بالإخوان بدايةً؟ و لماذا تتعاملون مع الإسلاميين عموماً و كأنهم مخلوقات جاءت من الفضاء الخارجي؟ ألم تأت بهم الصناديق؟ ألم يخترهم الشعب؟

حسناً, راجعوا الآن النتائج في الإنتخابات الأخيرة, و لأضرب لكم مثلاً بمحافظتي الإسكندرية.

في الإنتخابات البرلمانية حاز الإخوان أغلبية الأصوات و فاز نوابهم في 3 دوائر من أصل 4, في حين أن أغلب الأصوات في انتخابات الرئاسة كانت لحمدين صباحي...و كان محمد مرسي مرشح الإخوان في المرتبة الرابعة.

ألا تعطي هذه النتيجة مؤشراً لكم, و للإخوان أيضاً؟

الناخبون الذين ساءهم أداء الإخوان في الآونة الأخيرة استطاعوا إزاحة مرشحهم للمرتبة الرابعة في مدينة إسلامية الهوى, فهى معقل الدعوة السلفية و عاصمة الإخوان حسب ما يقولون.

لو أساء الإخوان الأداء في المستقبل سنقوم أداؤهم...كونوا على ثقة من هذا و لا تستهينوا بقوتكم...و تذكروا أن الإخوان ليسوا بقتلة.و مرة أخرى...لا تستهينوا بقوتكم و كونوا على ثقة من قدرتكم على عدم السماح للإخوان بالإستبداد.

أما شفيق, فهو رجلٌ قد عاد لينتقم, و لا مجال للمقارنة بين هذا و ذاك...لا مجال للمقارنة على الإطلاق.

لم أكن مؤيداً لمرسي, و لم أكن أحب للإخوان أن يحوزوا الرئاسة, لكن من جديد لا نملك رفاهية الإختيار...و المسألة ليس بها هزار, فالطرف الآخر لا يمزح و هو يحشد بكل قوة لأن المسألة مسألة بقاء له أيضاً.

و أرجو أن يراجع المقاطعون أنفسهم, ليس هذا وقت نخبوية و تعالي و إتخاذ مواقف بطولية في العالم الإفتراضي...و هذه ليست بطولة من الأساس. و المقاطعة هي تصويت سلبي لصالح شفيق, لأنه مرة أخرى الطرف الثاني لا يمزح. نحن في حرب مع الدولة العميقة التي تصارع للبقاء.

لا تركنوا لليأس و لا للإحباط..ليس لدينا وقت لهذا و لا لذاك...علينا أن نكثف من عملنا على الأرض و نوحد الصف. مصر فوق الجميع.

و كما قلنا أكثر من مرة, أن هذه الإنتخابات ليست نهاية المطاف, و الفكرة أن المسار سيطول قليلاً و ستكون به الكثير من الكثير من المناوشات و المعارك الجانبية حتى يتم تصحيحه, لكن هذا بأي حال أفضل من قطع المسار تماماً إذا جاء شفيق. أدركوا اللحظة الفارقة. و بإذن الله لن نرى شفيق يحلف اليمين, و لن ننتكس للوراء, و لن يعود هذا النظام السابق, و لن نسمح للإخوان بالتحول لحزب وطني جديد كما يقال عنهم.

و الله غالبٌ على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون

و إن غداً لناظره قريب.
------------------------------------
تم نشر المقال على موقع رصد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

للمرة المليون مش عايزين رئيس حرامى و كذاب

يمتلك شفيق منزلا فى باريس وفيلا فى التجمع الخامس وأخرى فى مارينا وثالثة فى الغردقة... من أين له هذا؟ و لماذا يرفض أحمد شفيق الأعلان عن ذمته المالية و ممتلكاته فى كل حواراته التليفزيونية.. هل هى من أسرار الأمن القومى؟
و هل نكذب كتاب الفريق سعد الدين الشاذلى و نصدق بطولات أحمد شفيق الوهمية ؟

أرجو أن تقرأ (مقال ثقافة الهزيمة .. طيور الظلام) و هو ضمن مجموعة مقالات ثقافة الهزيمة بقلم غريب المنسى بالرابط التالى

www.ouregypt.us

و لايفوتك الذهاب إلى صفحة أخبار المجتمع فى نفس الرابط و قراءة مقال من هو أحمد شفيق؟